تشهد مدينة طانطان تحركات جادة لإعادة هيكلة سوقها الأسبوعي الذي يعاني من عشوائية في التنظيم، تؤثر سلبًا على حركة المواطنين والتجار، وتحد من فعاليته كوجهة تجارية مهمة في المنطقة. وجاءت هذه المبادرة استجابةً لشكاوى متكررة من ازدحام الفضاءات، وصعوبة الوصول إلى المحلات، وتدني مستوى الخدمات المقدمة، ما دفع الجهات المعنية إلى وضع مخطط شامل لإصلاح السوق وتحويله إلى نموذج حضاري يعكس هوية المدينة ويسهم في تنشيط اقتصادها المحلي.
وتركز الخطة الجديدة على إعادة توزيع أماكن عرض السلع وفق تصنيفات محددة (منتجات غذائية، ملابس، حرف يدوية)، وتوسعة الممرات لتسهيل حركة الزبائن، وتوفير مرافق أساسية مثل نقاط مياه نظيفة وحاويات للنفايات، بالإضافة إلى تخصيص مناطق مظللة لحماية البائعين والمتسوقين من عوامل الطقس. كما تشمل المبادرة تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سلامة الجميع، وإنشاء لوحات إرشادية واضحة لتوجيه الزوار.
وأكد مسؤولون محليون أن الهدف من هذه الإصلاحات ليس تنظيم السوق فحسب، بل تحويله إلى فضاء جاذب يعزز السياحة التجارية، ويدعم الحرفيين والصغار المنتجين، ويخلق فرص عمل جديدة. وأشاروا إلى أن “السوق المنظم سيكون نافذةً لعرض إرث طانطان الثقافي والاقتصادي، وسيسهم في تخفيف الازدحامات التي تعيق تنقل السكان، خاصةً أيام العطل والأعياد”.
من جهة أخرى، عبّر عدد من التجار عن تفاؤلهم بالمشروع، معتبرين أن التنظيم سيحد من المنافسة غير العادلة بين البائعين، ويحسن جودة الخدمات المقدمة للزبائن، كما سيرفع من قيمة المنتجات المحلية التي تُعدّ مصدر فخر للمنطقة. وفي المقابل، طالبوا بتسريع وتيرة العمل على الأرض، وتوفير الدعم اللوجستي اللازم لضمان استمرارية السوق دون تعطيل.
ويأتي هذا المشروع في إطار سعي السلطات المحلية إلى تطوير البنى التحتية الخدمية بطانطان، تماشيًا مع الرؤية الوطنية الرامية إلى تعزيز التنمية المحلية الشاملة. ويُعتبر السوق الأسبوعي أحد الرموز الحيوية للمدينة، حيث يجسد تفاعل المجتمع مع موروثه التجاري، مما يجعله مشروعًا استراتيجيًا لا يقتصر أثره على الجانب الاقتصادي، بل يمتد ليشمل تحسين الصورة الذهنية عن المدينة كوجهةٍ واعدة في الجنوب المغربي.