عبد النبي اعنيكر
طانطان، المدينة المغربية الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي بجهة كلميم وادنون، تشهد تحولات حضرية ملحوظة تهدف إلى تحسين جودة الحياة لسكانها وتعزيز الاستدامة البيئية، وتمثل التهيئة الحضرية في طانطان نموذجًا للتخطيط العمراني الذي يأخذ بعين الاعتبار التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تواجه المدن المغربية اليوم.
من خلال الاستفادة من الموارد المحلية والتركيز على التنمية المستدامة، تسعى طانطان إلى تحقيق توازن بين النمو العمراني وحماية البيئة، من خلال خلق مشاريع التهيئة الحضرية وتنزيلها، بغية تطوير البنية التحتية، وتحسين شبكات النقل، وإنشاء مساحات خضراء تساهم في تحسين نوعية الهواء وتوفير أماكن للترفيه والاستجمام للمواطنين.
أحد الجوانب الرئيسية للتهيئة الحضرية في طانطان هو التركيز على السكن الاقتصادي وميسور التكلفة، حيث يتم تشجيع البناء المستدام الذي يستخدم مواد بناء محلية وصديقة للبيئة، ويأخذ بعين الاعتبار الحاجة إلى توفير الطاقة والمياه، كما يتم العمل على القضاء على أحياء الصفيح وتحسين ظروف المعيشة في المناطق الهامشية.
التحديات التي تواجه التهيئة الحضرية في طانطان لا تزال قائمة، بما في ذلك الحاجة إلى تحسين الخدمات العامة ومواجهة مشاكل النقل الحضري، ومواجهة كل أشكال ومظاهر الفساد والريع، من خلال إقرار عدالة مجالية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المنظفة وانتظاراتها، ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة تعد خطوة إيجابية نحو مستقبل أفضل للمدينة وسكانها.
الفاعل السياسي، ماء العينين أعبيد، وعضو مجلس جماعة طانطان عن حزب العدالة والتنمية، سبق له أن طالب الجهات المسؤولة، إلى التسريع بإخراج وثائق التعمير وإرساء جيل جديد من مخططات توجيه التهيئة العمرانية وتبني مرجعيات جديدة للتخطيط الحضري، من أجل إرساء مبادئ التعمير المستدام.
واعتبر اعبيد المفوض له قسم التعمير خلال الولاية الانتدابية السابقة 2021-2015 في مدخلته خلال المجلس الإداري للوكالة الحضرية لجهة كلميم واد نون في دورته الثانية عشر المنعقدة يوم الأربعاء 26 فبراير 2020 بمدينة كلميم، أن خطط توجيه التهيئة العمرانية، وتصميم التهيئة رغم ما يعتري إنجازها من اكراهات إلا أنها تمثل وثائق مرجعية تؤكد أن هناك حركية عمرانية متسارعة تشهدها مدينة طانطان
ومن أجل تأهيل قطاع التعمير، دعا أعبيد، عضو مجلس جماعة طانطان حاليا في الكلمة ذاتها إلى المضي قدما في توسعة المجال الحضري لمدينة طانطان وفق مقاربة تشاركية مع الجهات المسؤولة، والإفراج عن وثائق التعمير والتسريع بإنجاز مشاريع التنمية وتأهيل الاستثمار وتحسين مداخل المدينة ، فضلا عن التسريع في البت في طلبات المواطنين والمنعشين العقاريين والمستثمرين وتبسيط مساطرها، وتجويد خدمات القرب، كما دعا أعبيد إلى التسريع بتهيئة المجال الترابي لمدينة طانطان، وإعادة هيكلة بعض أحيائه وفق مقاربة تشاركية مع عموم المتدخلين من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين، وتصحيح اختلالات التعمير بمدينة طانطان التي ورثها المجلس الجماعي الحالي عن مجالس ترابية سابقة.
التهيئة الحضرية في طانطان إذن تمثل رؤية طموحة لمدينة تسعى لتكون نموذجًا للتنمية الحضرية المستدامة في المغرب من خلال التخطيط الاستراتيجي والتعاون بين السلطات المحلية والمواطنين، يمكن لطانطان أن تتجاوز التحديات الحالية وتصبح مدينة تتمتع بجودة حياة عالية وبيئة نظيفة ومستقبل مزدهر.