كمال لمغربي
تحل يوم 17 أبريل 2025 الذكرى الخمسون لتأسيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، إحدى أبرز الجمعيات المغربية التي حملت على عاتقها مسؤولية النهوض بالشباب وترسيخ قيم التربية والثقافة والمواطنة. خمسون عامًا من العمل الدؤوب، شهدت خلالها الجمعية تحولات كبيرة، وأسهمت في تكوين أجيال متعاقبة، بفضل مشاريعها التربوية والفكرية التي امتدت عبر مختلف مناطق المملكة.
منذ تأسيسها سنة 1975، رفعت الجمعية شعار “التربية والثقافة في خدمة التنمية”، وجعلت من الشباب محورًا رئيسيًا لبرامجها، عبر مخيماتها الصيفية، وورشاتها التكوينية، ومبادراتها المجتمعية التي شملت مجالات متعددة، من التربية غير النظامية إلى ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، ومن تنمية المهارات الحياتية إلى تعزيز دور الفنون والقراءة في بناء الشخصية المواطنة.
وتأتي هذه الذكرى الخمسينية في سياق مليء بالتحديات، حيث يواجه العمل الجمعوي متغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية تتطلب تحديث آليات الاشتغال، وهو ما سعت الشعلة إلى مواكبته عبر تجديد هياكلها، وتوسيع شراكاتها، والانخراط في قضايا الشباب والطفولة، من خلال برامج تتماشى مع التطورات الراهنة.
ومن المرتقب أن يشهد الاحتفال بهذه المناسبة تنظيم مجموعة من الأنشطة والندوات واللقاءات الفكرية، تستعرض مسار الجمعية، وتكرم شخصيات أسهمت في ترسيخ رسالتها، إضافة إلى مناقشة آفاق العمل التربوي والثقافي في ظل التحولات المجتمعية.
خمسون عامًا بعد التأسيس، لا تزال جمعية الشعلة وفية لرسالتها التنويرية، حاملة مشعل الفكر والتربية، ومؤمنة بأن الاستثمار في الإنسان هو السبيل الأنجع لبناء مجتمع أكثر وعيًا وتقدمًا.