مع بداية موسم صيد الأخطبوط الشتوي لعام 2025، تجمع عدد من الشباب أمام مقر سوق بيع السمك بالجملة في ميناء طانطان، معتصمين ومطالبين بتوفير فرص عمل تواكب النشاط الاقتصادي المتزايد في هذه الفترة. الاعتصام جاء في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي يعاني منها شباب المنطقة، خاصة أن القطاع البحري يشكل عصب الحياة الاقتصادية لطانطان.
المحتجون رفعوا شعارات تطالب بإيجاد حلول فورية لضمان حقهم في العمل، مستنكرين ما وصفوه بالتهميش والإقصاء من فرص الشغل المتاحة في الميناء. واعتبروا أن موسم صيد الأخطبوط فرصة لتعزيز إدماجهم في سوق العمل، داعين الجهات المعنية إلى التدخل العاجل لضمان الاستفادة العادلة من هذه الأنشطة الاقتصادية الحيوية.
في المقابل، أوضح مصدر من إدارة السوق أن تشغيل العمالة يتم وفق معايير محددة تأخذ بعين الاعتبار التوازن بين العرض والطلب، مشيرًا إلى أن القطاع يواجه تحديات تتعلق بتنظيم الموارد البشرية. ودعا إلى ضرورة فتح حوار مباشر بين المحتجين والجهات المختصة لإيجاد حلول عملية.
نشطاء محليون عبروا عن تضامنهم مع مطالب المعتصمين، معتبرين أن تشغيل الشباب في المنطقة يعد ضرورة ملحة لتحقيق التنمية المستدامة. كما أكدوا على أهمية خلق آليات جديدة تضمن استفادة السكان المحليين من الثروات البحرية وتحد من الاحتقان الاجتماعي.
ميناء طانطان، الذي يُعد من أهم الموانئ المغربية، يلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني، خاصة خلال مواسم صيد الأخطبوط التي تشهد انتعاشًا كبيرًا في الأنشطة البحرية والتجارية. ومع ذلك، يبقى تحدي إدماج الشباب في سوق العمل هاجسًا يتطلب تدخلاً عاجلاً لتحقيق التوازن بين تنمية القطاع البحري وتحقيق العدالة الاجتماعية في المنطقة.