شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، يوم الاثنين 12 نونبر 2024، مناقشة أطروحة الدكتوراه في التاريخ للدكتورة فاطمة الغالية التامك، تحت عنوان: “التراث المعماري بوادي نون، من العصر الوسيط إلى مطلع القرن العشرين، دراسة تاريخية وأثرية”. هذا العمل الأكاديمي الهام جاء ليُسهم في إثراء الدراسات التاريخية والأثرية حول أحد أقاليم المغرب الذي يكتنز تراثًا معماريًا غنيًا.
تتمحور الأطروحة حول تحليل تاريخي وأثري للتراث المعماري في منطقة وادي نون، حيث استعرضت الدكتورة فاطمة الغالية التامك مراحل تطور هذه المنطقة عبر العصور، بداية من العصور الوسطى وصولًا إلى مطلع القرن العشرين. وقد سعت الدراسة إلى تحديد ملامح الفنون المعمارية المتبعة في تلك الفترة، مستعرضة التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي أثرت في بنية المكان وأسلوب بناء المعمار.
تميزت الأطروحة بكونها دراسة تاريخية وأثرية تجمع بين التحليل العلمي للمصادر التاريخية والميدانية، حيث قامت الباحثة بجولات ميدانية في مناطق مختلفة بوادي نون لجمع المعطيات الحية حول العمارة التقليدية. كما سلطت الضوء على الخصائص الفريدة للبناء في هذه المنطقة، مثل الأساليب المعمارية الخاصة بالمنازل التقليدية، الحصون، والمساجد، وتوضيح العلاقة بين المعمار والبيئة الجغرافية المحيطة
أحد الجوانب المهمة التي تناولتها الأطروحة هو التأثيرات المختلفة التي شكلت هذا التراث، بدءًا من التأثيرات الأمازيغية والعربية وصولًا إلى الحركات الاستعمارية التي مرت بها المنطقة. كما تطرقت الدكتورة فاطمة إلى التحولات الاجتماعية والثقافية التي انعكست في تطور هذه البنية المعمارية، موضحة كيف أن كل حقبة تاريخية أضافت طبقات من التعقيد والجمال على هذا التراث الذي يعكس تاريخ المنطقة بشكل شامل
بعد مناقشة مستفيضة، نالت أطروحة الدكتورة فاطمة الغالية التامك إشادة كبيرة من لجنة المناقشة، حيث حصلت على تقدير “مشرف جدًا”، مما يعكس جودة البحث والمجهود الكبير الذي بذلته الباحثة في تطوير هذا الموضوع المهم.
يعتبر هذا العمل إضافة هامة للمكتبة الأكاديمية المغربية والعالمية في مجال الدراسات التاريخية والأثرية، كما يساهم في توعية الأجيال القادمة بأهمية الحفاظ على التراث المعماري والتاريخي، بما يعكس الهوية الثقافية والحضارية لبلادنا.
يعد هذا النجاح تتويجًا لمسيرة أكاديمية متميزة من الدكتورة فاطمة الغالية التامك، التي قدمت من خلال هذا البحث دراسة معمقة تسلط الضوء على أحد أوجه التراث المغربي الغني والمتنوع.