عبد النبي اعنيكر
سينما النهضة في طانطان تعتبر واحدة من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في المدينة، حيث تمثلت في نقطة تجمع لعشاق السينما ومحبي الفن السابع، تأسست سينما النهضة في ثمانيات القرن الماضي على يد المرحوم لحسن أوموسى نبيه، ومنذ ذلك الحين وهي تعكس رحلة طانطان الفنية والثقافية إلى أن طالها الإهمال والنسيان.
كما تعتبر سينما النهضة بطانطان مسرحاً للذكريات الجميلة للأجيال الماضية، حيث كانت تعرض أحدث الأفلام المغربية، والعربية والعالمية، مما جعلها وجهة مهمة لسكان المنطقة للاستمتاع بسحر السينما التي كانت تمثل لحظة ترفيهية هامة في حياة السكان، وتجسدت فيها مشاهد الفرح والحزن والإثارة والتشويق.
وتعكس سينما النهضة تطور الثقافة السينمائية في المنطقة على مر العصور، حيث تمثلت في الانتقال من عرض الأفلام الصامتة إلى الأفلام الملونة وذات التقنيات الحديثة، كما كانت توفر فرصة للجمهور لمشاهدة أهم الإنتاجات الفنية والسينمائية التي كانت تعرض في الوقت نفسه في العواصم العالمية.
بالإضافة إلى دورها الثقافي، كانت سينما النهضة تلعب دوراً اجتماعياً هاماً في المدينة، حيث كانت تجمع بين الأهالي وتعزز التواصل الاجتماعي وتبادل الآراء والأفكار، كما كانت تعتبر ملتقى للشباب الذين كانوا يجدون فيها منفساً لطاقاتهم الإبداعية والفنية.
بالنظر إلى أهمية سينما النهضة بطانطان كمعلمة تاريخية وثقافية، يجب المحافظة عليها وصيانتها لتظل شاهدة على تاريخ المدينة وتراثها السينمائي، معلمة ثقافية وفنية، يستوجب من القائمين على الشأن الثقافي اليوم، وكل المهتمين بالفن السابع، من فنانين وإعلاميين وسياسيين وحقوقيين، ومسؤولين ترابيين وكل الغيورين، إحياء هذه المؤسسة من جديد حتى تعود لها ديناميتها المعهودة مرة الأخرى.
وفي موضوع ذي صلة، طالب الفاعل الجمعوي مصطفى حيكوم، الجهات المسؤولة في اتصال هاتفي مع “الصحراء نيوز بافتتاح فضاءات سينما النهضة في وجه العموم، حتى تمارس دورها الريادي في تعزيز الحركة الفنية والثقافية بالمدينة، التي تشكو من غياب فضاءات للفن والثقافة، في سياق الدينامية التي أعلنتها الوزارة الوصية، المتمثلة في افتتاح دور السينما بكل من السمارة، وطرفاية، والعيون، والداخلة، وآسا الزاك ضمن الشطر الأول من مشروع افتتاح 150 قاعة سينمائية في الجهات الـ 12 للمملكة..
ودعا حيكوم، المسؤولين إلى تدارك هذا الإقصاء غير المفهموم، وغير المنطقى، سيما أن افتتاح سينما النهضة بطانطان لا يتطلب سوى إصلاحات طفيفة، راجيا من الجهات المعنية تصحيح هذا المسار في أقرب وقت ممكن.
يشار إلى أن سينما طانطان، التي شيدت على مساحة مهمة بالقرب من السوق المركزي، تتوفر على قاعات فسيحة، فضلا عن مرافق ترفيهية أخرى كالمقصف وملعب للكرة الحديدية.