هل تم تغير التفاهة إلى صناعة؟ !
في الاونة الأخيرة أزعجنا المشاهير الذين يعملون ليلا نهار، استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية المختلفة لإنشاء أعمال تافهة وعبثية من خلال بعض الأعمال التي يصورونها وينشرونها للجمهور، السؤال المهم ما السر وراء هذه السخافات السمعية والبصرية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؟
الجواب بسيط ، لقد أصبحت هذه الأعمال وتحرير الفيديو عملا سهلا ومربحا ، والآن أصبحت واحدة من أهم مصادر الدخل لكثير من الناس حول العالم ، لا تحتاج هذه الصناعة إلا إلى محتوى تافه وساخر وخفيف وعديم الفائدة ، يتم تقديمه بعد ذلك للجمهور من خلال عملية الإعجابات والتعليقات ،
لذلك نرى سادة هذه الصناعة يظهرون أمامنا بمقاطع الفيديو الخاصة بهم وأعمالهم، فهم عديم الفائدة على الإطلاق.
أحيانا نجد أن هؤلاء الأشخاص يشرحون لنا تفاصيل حياتهم بطريقة سخيفة ، ويخبروننا بأدق اللحظات ، ويظهرون لنا أنهم ليس لديهم ما نفعله مع الخصوصية.
أحيانا نجدهم يعلقون على العديد من الحوادث والقضايا ولأن هذا هو أساس حصولهم على الفوائد المادية ، فنجد أنهم يظهرون علينا و يخبروننا عن حياتهم وكأنهم أصبحوا مركز الكون.
ربما لاحظنا أن بعض الأشخاص مدمنون على مشاهدة هذه الأعمال والاهتمام بها ، ونتطلع إلى ظهورها عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة ، وهذا سر قوة أصحاب هذه الصناعة وسر تواجدهم على المشهد, كلما زاد عدد المتابعين، وكلما زاد عدد الاشتراكات في القنوات التافهة ، والمزيد من التعليقات و “الإعجابات والمشاركات” ، زاد حماس وجهد هؤلاء الأشخاص لإنشاء محتوى تافه أكثر من ذي قبل ، وقد تسبب هذا في منافسة شرسة من بين الرواد في هذه الصناعة المنافسة ، لأنها تصبح أكثر المحتويات تافهة ، وتخلق قاعدة جماهيرية وشعبية من خلال أكثر من مليون مشاركة ومشاهدة.
العيب الحقيقي لا يكمن في هذا ، بل في تشجيع الجمهور ودعم هذه الصناعة واحتضانها ودعمها وتعزيزها.
قد نلاحظ أن هذا النوع من التشجيع أو الثناء على خلق هذه المواضيع السخيفة والمثيرة للسخرية يزيد بشكل كبير من حدتها ، الأمر الذي يقودنا إلى القول: نحن نتجه نحو مستنقع الجهل ، وتدمير الحضارة ، وتدمير العلم والثقافة، و حضارة الأخلاق التي ستؤدي حتما إلى انهيار المجتمع وجر الجميع إلى مستنقع التفاهة والعبثية، الأمر الذي سيؤثر حتماً على تربية أبنائنا ويمنعهم من الاستعداد ليصبحوا متعلمين ومثقفين قادرين على مواجهة المجتمع.
#وادنوني_أصيل