تعيش ساكنة طانطان حالة من الترقب بعد تداول أنباء عن زيارة مرتقبة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، في خطوة تذكر بزياراته المفاجئة لمستشفيات أكادير وتطوان. غير أن هذه الزيارة، وإن تأكدت، تأتي في سياق محلي متوتر يطغى عليه الغضب الشعبي بسبب تردي الخدمات الصحية وتنامي الشكايات.
جمعية منتدى الحركة النسائية المغربية الصحراوية وصفت الوضع داخل المستشفى بـ”المهين”، معتبرة أن المرضى يواجهون يومياً سوء الاستقبال وطول الانتظار، إضافة إلى غياب الأدوية والتجهيزات الأساسية، ما يدفع العديد منهم إلى تحمل عناء السفر نحو مدن بعيدة طلباً للعلاج. الجمعية لفتت كذلك إلى النقص الحاد في الموارد البشرية، خاصة الأطباء والممرضين، مؤكدة أن بعض الأقسام باتت تعكس استخفافاً بصحة المواطنين وحقهم الدستوري في الرعاية.
وطالبت الجمعية في بيان رسمي بتدخل فوري وملموس من السلطات المركزية والجهوية، يتجاوز الطابع البروتوكولي للزيارات الوزارية، عبر توفير تجهيزات حديثة، وتوظيف أطر كافية، وتحسين ظروف الاستقبال، فضلاً عن تطهير المستشفى من الوسطاء وسماسرة الحالات الإنسانية، ووقف ممارسات وُصفت بالمسيئة مثل طلب وقود سيارات الإسعاف عبر شبكات التواصل الاجتماعي. كما دعت إلى فتح تحقيق في التوظيفات الأخيرة التي أفرزت “موظفين أشباحاً” محسوبين على جهات سياسية تستغل المجال الصحي للدعاية والتضليل.
الغضب في طانطان ليس معزولاً، إذ يعكس صورة أوسع لأزمة المستشفيات العمومية في المغرب، التي تعاني من ضعف التجهيزات، والهجرة المتزايدة للأطباء، وتزايد الضغط على الموارد المحدودة. تقارير وطنية ودولية سابقة حذرت من أن المنظومة الصحية المغربية تواجه “تحديات بنيوية” تجعل المواطنين يشعرون يومياً أن الحق في العلاج لا يزال بعيد المنال.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن زيارة الوزير المرتقبة لطانطان قد تشكل اختباراً حقيقياً لإرادة الإصلاح، فإما أن تكون محطة لإطلاق قرارات جريئة تعيد الثقة للساكنة، أو تتحول إلى مجرد جولة شكلية تزيد من الإحباط. وبين الانتظار والاحتجاج، يظل مطلب سكان طانطان ومعهم المجتمع المدني واضحاً: ضمان الحق في الصحة كأولوية لا تحتمل المزيد من التأجيل.


