قالت آمنة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلال كلمتها في افتتاح المؤتمر الجهوي للحزب بجهة مراكش آسفي، المنعقد بالمكتبة الوسائطية بمراكش صباح اليوم الأحد 22 يونيو 2025، إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سياق طبيعي عقب المؤتمر الوطني التاسع، الذي شكّل محطة فارقة في مسار الحزب، وأعاد التأكيد على مكانته كفاعل سياسي وطني مسؤول، يتمتع بقدرة متجددة على تجديد هياكله، والانخراط الواعي في قضايا الوطن والأمة.
وأوضحت ماء العينين أن العدالة والتنمية، منذ نشأته، لم يكن حزبًا منغلقًا على محيطه الجهوي أو منشغلًا بذاته، بل ظل حزبًا منفتحًا يتفاعل مع التحولات الإقليمية والدولية، معتبرة أن من لا ينخرط في قضايا أمته وشعبه يضع نفسه خارج حركة التاريخ. وأضافت أن المغرب لم يكن في تاريخه دولة منعزلة، بل ظل حاضرًا ومؤثرًا في محيطه العربي والإسلامي، ويتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه ما يقع في العالم من انتهاكات وعدوان.
وفي هذا السياق، عبرت عن إدانة الحزب الشديدة للهجوم الأمريكي الأخير على إيران، واعتبرته اعتداء غادرًا وغير مبرر، يُضرب عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية. وشددت على أن الحزب لا يمكن أن يقبل منطق فرض الهيمنة والعدوان تحت أي غطاء، مؤكدة أن “السكوت عن استباحة دماء الأبرياء خطر على السلم الدولي، وتهديد لمستقبل الشعوب”.
كما جددت ماء العينين الموقف الثابت لحزب العدالة والتنمية من القضية الفلسطينية، واصفة الكيان الصهيوني بـ”السرطان الاستيطاني” الذي لا يمكن تطبيعه ولا التعايش معه، لأنه قائم على الإبادة والعدوان. وقالت إن المغاربة، ملكًا وحكومة وشعبًا، ظلوا على امتداد التاريخ أوفياء لفلسطين، ويرون في قضيتها امتدادًا لقضية وحدتنا الترابية. وأضافت أن صوت الملك محمد السادس، باعتباره رئيس لجنة القدس، يعبر بوضوح عن الموقف الرسمي والشعبي للمغرب، ولا صوت يعلو فوقه.
ودعت إلى مراجعة جريئة لمسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن “كل المبررات سقطت، وأصبح واضحًا أن هذا الكيان لا يحمل إلا مشروعًا توسعيًا تدميريًا”. وأكدت أن استطلاعات الرأي، وحتى مواقف الشارع، تُظهر أن المغاربة يرفضون التطبيع، ويعتبرون دعم فلسطين واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يُقبل فيه الحياد.
من جهة أخرى، عرّجت ماء العينين على الوضع الداخلي، معتبرة أن الحزب يعيش مرحلة من التجدد التنظيمي والتماسك الذاتي، رغم ما وُجه إليه من محاولات للتضييق والتشويه والإقصاء. وأكدت أن العدالة والتنمية ظل يحترم قواعد الديمقراطية الداخلية، وينجح في تنظيم مؤتمراته الجهوية والإقليمية بروح نضالية عالية، عكس ما أصبح سائدًا من أحزاب بلا هوية، تسعى فقط إلى مواقع النفوذ والصفقات.
وأشارت إلى أن الحزب، رغم الضربات، لم يفقد بوصلته، بل يواصل أداءه كقوة سياسية معارضة مسؤولة، ترفع صوتها في وجه الهيمنة والفساد، وتدافع عن المصالح العليا للمواطنين في ظل وضع اقتصادي متأزم وغلاء متصاعد للأسعار. وقالت: “العدالة والتنمية لا يخشى الانتخابات، ولا تهمه الحسابات الضيقة، بل يراهن على بناء وعي سياسي حقيقي، وتأطير مناضليه بصدق وإخلاص”.
وأكدت عضو الأمانة العامة لحزب المصباح على أن العدالة والتنمية حزب وطني أصيل، لم يفرط في مشروعه ولا في مناضليه، وسيظل حاضرًا في المشهد السياسي المغربي، مدافعًا عن الكرامة، وملتزمًا بخيار الإصلاح في ظل الاستقرار، ورافعًا راية الممانعة في وجه كل محاولات الاختراق والتطبيع والانزلاق عن الثوابت الوطنية والدينية.


