أوس رشيد، عميد الصحافيين الصحراويين
حين يتعلق الأمر بمقاومة الظلم والعدوان، لا مجال للحياد الرمادي. فكما وقف أحرار العالم مع جنوب إفريقيا في مواجهة الأبارتايد، وكما ساند الضمير العالمي مقاومة الشعب الفيتنامي في وجه الغزو الأمريكي، فإن الوقوف اليوم مع إيران في مواجهة الهجمات الصهيونية ليس فقط موقفًا سياسيًا، بل هو أيضًا موقف أخلاقي وإنساني قبل كل شيء.
لسنا هنا بصدد تبرير أو مناقشة طبيعة النظام الإيراني أو خياراته الداخلية، فذلك شأن يخص الشعب الإيراني وحده، ولكن ما لا يمكن التغاضي عنه هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف، وبوضوح نادر في هذا الزمن المرتبك، في صف المقاومة الفلسطينية، وتعل رفضها الكامل للوجود الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة.
في مقابل ذلك، نشهد صمتًا عربيًا رسميًا مطبقًا، وتحولًا خطيرًا نحو التطبيع، وتبرير العدوان، والتماهي مع سردية المحتل.
الهجمات الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على مواقع إيرانية، سواء داخل سوريا أو في العمق الإيراني، تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتكريسًا لمنطق عربدة القوة والهيمنة. إنها ليست مجرد أعمال عدوانية عابرة، بل هي جزء من مشروع صهيوني توسعي يرى في كل قوة إقليمية رافضة لوجوده خطرًا يجب سحقه، حتى لو كانت هذه القوة تبعد عنه آلاف الكيلومترات.
واللافت أن كثيرًا من الأصوات التي لا تتردد في مهاجمة طهران، تغض الطرف عن مئات المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في غزة، وعن آلاف الشهداء الذين سقطوا في حرب الإبادة المتواصلة منذ أكتوبر 2023، وكأن الدم الفلسطيني لا يستحق الغضب إن لم يُسفك على يد عدو “مقبول دبلوماسيًا”.
نقف مع إيران، لا لأنها دولة مثالية، بل لأنها اليوم واحدة من الدول القليلة التي ما زالت تعتبر أن فلسطين ليست سلعة للمساومة، وأن التطبيع خيانة، وأن القدس ليست “ملفًا مؤجلاً” في مفاوضات عبثية.
نقف مع إيران، لأننا نعرف أن صواريخها التي دعمت بها المقاومة لم تُوجَّه يومًا إلى صدر عربي، بل صوبت إلى الكيان الذي يحتل أولى القبلتين، ويستبيح كل يوم دماء الأبرياء في نابلس وجنين وغزة والقدس.
وفي زمن أصبحت فيه الأنظمة تتسابق إلى عواصم التطبيع، ويُجرَّم فيه حتى رفع العلم الفلسطيني في بعض العواصم، يبقى التضامن مع كل من يرفع راية المقاومة، ويواجه المشروع الصهيوني، خيارًا مبدئيًا لا يقبل الالتباس.
من يقف ضد الاحتلال، هو معنا. ومن يواجه الغطرسة الصهيونية، يستحق صوتنا ودعمنا. ومن يدفع ثمن مواقفه من حصار وتهديد وعدوان، يجب أن نُشهِد العالم على مظلوميته، لا أن نصمت في الوقت الخطأ.
الجريدة الاولى صحراء نيوز كانت مفتوحة لسنوات في نشر بيانات ومقالات مجاهدي خلق و المعارضة الايرانية ، و اليوم على الجميع تلبية نداء مواجهة جرائم الحرب و الاستكبار و الطغيان الصهيوني المدعوم امريكيا ..
بكلمة واحدة: نعم، في وجه الصهيونية، نقف مع إيران.


