في أعقاب التغطية الإعلامية التي قامت بها جريدة “صحراء نيوز” حول الوضع البيئي المتردي الذي خلفه موسم طانطان الدولي “أمكار” في نسخته الثامنة عشرة، خاصة في فضاء التسوق المجاور للملعب البلدي، نظمت حملة تنظيف واسعة شملت جمع كميات كبيرة من الأزبال والنفايات الصلبة، تم حرقها ونقلها إلى المطرح العمومي في خطوة ترميمية متأخرة. هذا التدخل جاء بعد موجة استياء عبّر عنها سكان المدينة والتجار الذين اشتكوا من غياب مرحاض عمومي وخطة واضحة لتدبير النظافة خلال أيام السوق والأنشطة التجارية، في وقت خصصت فيه مرافق مهمة لمؤسسة الموسم في جماعة الشبيكة والخيمة الرسمية.
ويعتبر بناء مرحاض عمومي واحد، بتكلفة لا تتجاوز 40 مليون سنتيم، مشروعاً بيئياً واجتماعياً يوفر فرص شغل دائمة ويحسن من ظروف العيش ويحافظ على نظافة المدينة، إلا أن نسخ الموسم المتتالية، والتي بلغت 18 دورة، لم تثمر لا عن استقطاب مستثمرين، ولا عن تمويل أبسط المرافق الأساسية كالمراحيض أو فتح مقر فعلي للمؤسسة في بناية سينما النهضة المغلقة.
النسخة الأخيرة من الموسم وُصفت بالضعيفة من حيث الحضور الجماهيري والمحتوى الثقافي، وقد شهدت بناء منتجع لاستقبال الضيوف بجماعة الشبيكة، ما اعتبره متتبعون اعترافاً ضمنياً بتبخر مشروع بناء فنادق وميناء سياحي كما كانت تعد به شركة “أوراسكوم”. وفي ظل هذه المعطيات، يرى مهتمون بالشأن المحلي أن الأولوية كان يجب أن تُمنح لدعم المستشفى الإقليمي بطانطان، واستثمار علاقات الشراكة مع دول كالإمارات العربية المتحدة للنهوض بالقطاع الصحي، بدل التركيز على مشاريع ظرفية لا تعود بالنفع المباشر على السكان.


