خلال مشاركتها في الجامعة التربوية لشبيبة حزب العدالة والتنمية يوم 17 مارس 2025 بتغجيجت نواحي كلميم، أكدت منينة مودن، عضو الأمانة العامة للحزب، أن تجربة الحزب في التسيير بين 2012 و2021 شكلت نقطة تحول بارزة في المسار السياسي المغربي، ساهمت هذه المرحلة في تعزيز الاستقرار السياسي، وأرست إصلاحات جوهرية طالت عدة مجالات تنموية، تاركة بصمة واضحة في تدبير الشأن العام.
ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها التجربة، أبرزت مودن في ندوة محورية في موضوع: “حزب العدالة والتنمية من النظرة السياسية الى الواقع و تحديات التسيير عين على التجربة وأخرى على المؤتمر الوطني التاسع…”،أن الحزب استطاع تحقيق إنجازات ملموسة، ما يستدعي تقييمها بموضوعية بعيداً عن أي حسابات ضيقة، وأوضحت أن تدبير الشأن العام عموما لم يكن مساراً ميسراً، إذ اصطدم الحزب بضغوط داخلية وخارجية، منها محاولة التوفيق بين متطلبات الإصلاح ومقاومة اللوبيات الاقتصادية والسياسية، لكنه نجح في تعزيز قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والاقتصاد، مع ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وتقوية البنية المؤسساتية للدولة.
وأضافت مودن أن خروج الحزب من الحكومة لم يكن نهاية دوره غذاة انتخابات 8 شتنبر 2021، بل فرصة لتقييم الذات واستعادة الزخم كقوة معارضة فاعلة ومسؤولة. وشددت على ضرورة تعزيز التواصل مع المواطنين في المرحلة الراهنة، لبناء الثقة من جديد والاستمرار في الدفاع عن القضايا العادلة التي شكلت أساس الحزب منذ نشأته.
وفي معرض حديثها عن التحولات السياسية بالمغرب، اعتبرت عضو الأمانة العامة لحزب “المصباح” أن الوضع الحالي يستلزم يقظة عالية وقدرة على التكيف مع المتغيرات دون التفريط في المبادئ الأساسية، كما وجهت دعوة للشباب للانخراط الجاد في العمل السياسي، مؤكدة أن مستقبل البلاد يعتمد على كفاءات قادرة على العمل بمسؤولية لتعزيز دور المؤسسات.
واكدت مودن خلال مداخلتها على أن تجربة الحزب في التدبير الحكومي ليست محطة عابرة، بل جزء من مسار إصلاحي طويل يهدف إلى بناء مغرب قوي مؤسساتياً وديمقراطياً. وأشارت إلى أن الرهان الكبير يبقى في مواصلة النضال من أجل تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية، معتبرة أن هذا الهدف يظل جوهر رؤية الحزب ومحركاً لتحركاته المستقبلية.