في ردّ أقل ما يقال عنه إنه خارج عن حدود اللياقة والمسؤولية، أقدم رئيس جماعة الوطية، الوعبان النافع، على نشر تعليق مليء بالتهكم والإهانات على صفحة جريدة الصحراء نيوز، في محاولة يائسة لتشويه سمعة المنبر الإعلامي بدل الرد بموضوعية على الانتقادات الموجهة له. هذا التصرف غير اللائق لا يعكس سوى ضعف الحجة والعجز عن مواجهة الواقع، بعدما فضحت الصحافة إخفاقاته في تدبير الشأن المحلي.
فبدل أن ينكبّ على إيجاد حلول عملية للمشاكل التي تعانيها الجماعة، اختار الرئيس أسلوب الهجوم الشخصي والافتراء، واصفًا الجريدة بنعوت أقل ما يقال عنها إنها تعكس عقلية متجاوزة لا تؤمن بحرية التعبير ولا تحترم دور الإعلام. ولم يكتفِ بذلك، بل حاول تصوير انتقادات الصحافة على أنها مؤامرة، متناسيًا أن وظيفته كمسؤول تقتضي التعامل مع الرأي العام بشفافية واحترام، وليس بتوجيه الإهانات واستعمال لغة التحريض.
السبب الحقيقي وراء هذا الهجوم واضح: فشل رئيس الجماعة في تبرير الوضع المزري لحافلة الجماعة، التي تحولت إلى فضيحة خلال الملتقى الإقليمي للإعلام والتوجيه المدرسي بطانطان. لم يكن أمامه سوى اللجوء إلى الخطاب العدائي لصرف الأنظار عن سوء تدبيره وعدم قدرته على توفير أبسط الخدمات للتلاميذ. بل إنه لم يكتفِ بالتنصل من المسؤولية، بل سعى أيضًا إلى توريط مؤسسة العامل في هذه القضية، محاولًا تحميلها تبعات فشله، في خطوة مكشوفة للهروب من المحاسبة.
لكن ما لا يدركه رئيس الجماعة هو أن مثل هذه التهجمات لن تسكت الإعلام الحر، بل ستزيد من إصراره على كشف الحقائق ومراقبة أداء المسؤولين. فالتهكم والتجريح لن يمحوا إخفاقاته، ولن يغطيا على حقيقة أن تدبيره الكارثي هو السبب الرئيسي في معاناة المواطنين.
إن الصحافة المستقلة ستظل صامدة في وجه مثل هذه الأساليب المتخلفة، ولن ترهبها محاولات الإقصاء والتشويه. وعلى رئيس الجماعة أن يدرك أن زمن القمع والتهجم على الإعلام قد ولى، وأن محاولاته اليائسة لن تمنع الصحافة الحرة من القيام بدورها في نقل الحقيقة إلى الرأي العام، وكشف كل التجاوزات مهما حاول البعض طمسها.