في خطوة غير مسؤولة، أطلق الوعبان النافع، رئيس جماعة الوطية العنان لخطاب مليء بالتهجم والإهانات تجاه الصحافة المحلية، محاولًا صرف الأنظار عن إخفاقاته المتكررة في تدبير الشأن العام. فبدل مواجهة الانتقادات حول الحالة المزرية لحافلة الجماعة، لجأ إلى أسلوب يفتقد لأبسط معايير الاحترام والموضوعية، في محاولة بائسة للتنصل من المسؤولية.
الحافلة، التي أثارت استياء الحاضرين في الملتقى الإقليمي للإعلام والتوجيه المدرسي بطانطان، كانت مجرد مثال على تهاون الجماعة في توفير أبسط الخدمات لساكنتها. ورغم كون الجماعة تتوفر على موارد مهمة، إلا أن واقع التلاميذ المحرومين من وسيلة نقل لائقة يعكس سوء التدبير وانعدام الحس بالمسؤولية.
لكن الأخطر من كل ذلك، هو سعي الرئيس إلى توريط مؤسسة العامل في هذه النازلة، في محاولة مكشوفة للهروب من المساءلة وإقحام السلطة الإقليمية في قضايا من صميم اختصاصه. فبدل الاعتراف بالفشل والبحث عن حلول حقيقية، يحاول التستر خلف العامل وإظهاره كطرف في هذه الإشكالية، في خطوة استباقية لامتصاص الغضب الشعبي وتحويل الأنظار عن أدائه المتواضع.
ما يزيد الطين بلة هو أن هذا السلوك ليس الأول من نوعه، بل يأتي في سياق سلسلة من التملصات المتكررة التي اعتاد عليها الرأي العام المحلي. فالرئيس، الذي يفترض أن يكون أول المدافعين عن حقوق الساكنة، يصر على الهروب إلى الأمام، متشبثًا بخطاب التهجم والتشكيك في كل من يجرؤ على انتقاده.
إن محاولة الاختباء وراء مؤسسة العامل لن تعفي رئيس الجماعة من مسؤوليته المباشرة عن الأوضاع المتردية، ولن تمحو الصورة السلبية التي ترسخت في أذهان المواطنين. فالمحاسبة قادمة، والإعلام الحر سيظل العين التي تراقب واللسان الذي ينطق بالحقيقة، مهما حاول البعض إسكاته بأساليب بائدة.