أثار موضوع توزيع دعم الجمعيات من طرف مؤسسة موسم طانطان ضجة كبيرة، حيث لازال رواد مواقع التواصل الاجتماعي يحللون ويكشفون عن كيفية توزيع الدعم وكولسة عقد الصفقات وتنظيم حدث دولي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، ويطرح فاعلون جمعويون وسياسيون ومواطنون وحقوقيون، عدة تساؤلات واستفسارات حول ما وصفوه بغياب مقر قار لمؤسسة موسم طانطان بطانطان والرباط والاشتغال بطرق بدائية وغير مؤسساتية في الاعداد والتنظيم والتواصل.
ومن أجل الكشف عن المعايير المتخذة من طرف مؤسسة موسم طانطان لدعم فعاليات المجتمع المدني، وكيفية اختيارالجمعيات، كشفت فاعلة جمعوية للجريدة أن باشوية مدينة طانطان اعتمدت وزكت جمعيات تم تأسيسها أسبوع قبل بداية الموسم.
ورغم اتصال مؤسسة الموسم بجمعيات لإخبارها بقبول مقترح نشاطها وتمويله، فقد تدخلت السلطة المحلية لإقصاء جمعيات نسائية عتيدة تتميز بالمصداقية والاستمرارية والتجربة الكبيرة في انجاح فعالية الموسم.
واستغلت نفس الجهة هاجس الخوف من المقاطعة وعدم اعتماد مؤسسة الموسم على أية معايير صارمة من خلاله انتقاء الجمعيات التي تستفيد من الدعم، لاقتحام واستفادة جمعيات خرجت من ولادة قيصرية سريعة لأنها تخدم بعض الأجندة الخاصة بالمصالح الشخصية وتلميع صورة بعض رجال السلطة، ونفس الوضع نهجته السلطة المحلية في منح الأروقة بجانب مقر جماعة طانطان فقد تم استدعاء جمعيات من مدن ينتمي لها رجال السلطة لعرض منتجات مجالية غير معينة بموضوع الموسم، ونفس الأمر حدث في الكرنفال مما تسبب في فشله.
فأما بالنسبة للجمعيات والتعاونيات التي تم إقصائها، بتعليمات من السلطة المحلية، فهي التي تنشط بالإقليم على طول السنة وتقدم منتوجات حرفية رفيعة تم حرمانها من عرض منتوجاتها وربحت من النسخة 17 في موسم طانطان الكساد والديون وفقدان الثقة في مؤسسة الباشا.
وظهر جليا أن كل المتدخلين ضربوا عرض الحائط معايير الشفافية والوضوح، وغيبت تمثيلية الجمعيات في مؤسسة فاضل بن عيش وفي الاجتماعات الليلة السرية بداخل مقر جماعات طانطان او في عقلية فريق عمل الذي يحيط برئيس مؤسسة امكار، طاقم متهالك مفلس، بدون قرار أو عهد، يتصارع فيما بينه ويحملون الرئيس مسؤولية كل فشل، مع إشادة المجتمع المدني بالعنصر النسوي المشتغل في ذا المضمار الأكثر كفاءة وتواصل واقناع ومسؤولية.
بعد أخطاء النسخة 16 الفادحة، تكررت نفس الأخطاء في النسخة الاخيرة الفاشلة بلغة الشارع المحلي والضيوف وكل رجال الإعلام، بسبب غياب أية رؤى لدى مؤسسة امكار والسلطة تقوم على تحفيز المجتمع المدني الحقيقي، وكل التدخلات وسلوكيات المشرفين لم تكن من أجل خدمة الصالح العام وتسويق صورة مشرفة عن الوطن وإقليم طانطان، ولكن سجل تهافت واضح للكسب الشخصي وتبذير المال العام من أجل التفاهات وشراء الذمم والولاءات، والمحصلة الكبرى تشويه صورة الموسم والتنقيص من قيمة طانطان وقواه الحية.
وظهر غياب تراكم لدى السلطة المتطاحنة فيما بينها يشكل مرجع او قيمة مضافة لتنظيم لقاء دولي تعول عليه المملكة في إطار الدبلوماسية الثقافية للترافع عن الصحراء المغربية في افريقيا.
كما أن شراكات مؤسسة موسم طانطان مع الجمعيات المحلية كانت بدون توقيع لرئيس امكار ويحمل ذاك التعاقد الاحادي الجانب كل انواع الاهانة بمبالغ هزيلة جدا لا تكفي حتى لتنظيم حفل شاي.
كما سجل تضارب المصالح بين موظفين في المؤسسة وبعض الجمعيات من خلال اعتماد القرابة العائلية والقبيلة والصداقة في الدراسة مع اقرباء بعض الرئيسات، وهناك من أعد ملفه وتم توجهيه وإخباره بالقبول المبكر لملفه قبل انتقاء اللجنة التي لم تكن سوى السلطة المحلية وبعض المعمرين في المؤسسة والذين يكررون نفس الاسطوانة المشروخة منذ سنوات في عبث ولا مسؤولية.
أصبح هناك تنافس اذن بين مؤسسة الموسم والمجالس المنتخبة في العبث والتدبير اللاعقلاني للمال العام، وترسيخ منطق الريع والزبونية والضحية هذه المرة التراث الثقافي اللامادي.
واعتذر أحد اعيان القبائل الصحراوية لكل الضيوف والزوار ورجال الصحافة القادمين من شمال المملكة وجنوبها عن هذه المهزلة واعتبرها محطة مهمة في تاريخ الموسم لإعادة بعثه واحياء على أسس متينة وبمؤسسة جديدة وهذا مطلب وطني للجميع بعيدا عن تحالف المال والسلطة والسياسة، فالسياسة الوحيدة التي يجب اعتمادها هي ترجمة الدبلوماسية الملكية لخدمة القضية الوطنية الأولى وكسب ثقة المواطن في مؤسسات الدولة المغربية.
لا الحداثة والإصالة نفعت مدينة طانطان
إذن أين هي الديمقراطية التشاركية؟
واين هي قيم ثقافة البيضان؟