شهدت الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات المنعقد في جنيف، يوم الثلاثاء، موقفًا احتجاجيًا لافتًا تمثل في انسحاب عدد من الوفود البرلمانية من قاعة الجلسات فور استدعاء رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، لإلقاء كلمته.
وشارك في المؤتمر ممثلو أكثر من 140 برلمانًا من مختلف دول العالم، تحت إشراف الاتحاد البرلماني الدولي، الذي دأب على تنظيم هذا الحدث كل خمس سنوات لمناقشة القضايا الراهنة وتعزيز العمل البرلماني المشترك.
وقد جاء الانسحاب الجماعي تعبيرًا عن رفض الوفود المشاركة لما وصفوه بـ”التطبيع البرلماني مع الاحتلال الإسرائيلي”، واحتجاجًا على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وعلى رأسها العدوان المستمر على قطاع غزة.
ووثقت عدسات الإعلام مشاهد لانسحاب منظم لعدد من الوفود من قاعة المؤتمر، بعضها ينتمي لدول عربية وإسلامية، بالإضافة إلى وفود من دول أميركا اللاتينية وإفريقيا، في رسالة سياسية قوية حملت رفضًا واضحًا لأي محاولة لتبييض صورة الكيان الإسرائيلي داخل المنتديات البرلمانية الدولية.
من جهته، اعتبر عدد من النواب المشاركين أن دعوة رئيس الكنيست “تشكل استفزازًا لمشاعر الشعوب المتضامنة مع القضية الفلسطينية”، خاصة في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة جراء الحصار والعدوان.
ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه الدعوات إلى محاسبة إسرائيل دوليًا على انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وسط تصاعد الضغوط الشعبية والبرلمانية لعزلها دبلوماسيًا.
ويُرتقب أن تشهد أعمال المؤتمر خلال الأيام المقبلة نقاشات ساخنة بشأن القضايا الإنسانية والدولية، وعلى رأسها العدالة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ودور البرلمانات في إرساء السلام العادل والشامل.


