في خطوة استراتيجية جديدة تعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في السوق العالمية للفوسفاط، أعلن المجمع الشريف للفوسفاط عن إحداث مركزين فوسفاطيين جديدين بكل من منطقة مسقالة نواحي إقليم الصويرة، ومنطقة مزيندة نواحي إقليم اليوسفية. هذه الخطوة من شأنها تعزيز القدرة الإنتاجية للمجمع وتنويع مجالات الاستغلال الجغرافي للمعدن الحيوي، في أفق تحقيق تنمية اقتصادية محلية مستدامة.
وفي تصريح خاص لموقع “الصحراء نيوز”، أوضح الإطار الفوسفاطي هشام بن حبيبة، أن “إحداث هذين المركزين يندرج ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى للمجمع، ترتكز على توسيع رقعة الإنتاج وتعزيز الابتكار في تقنيات الاستخراج والمعالجة، وذلك في انسجام تام مع التوجهات الوطنية نحو تنمية المناطق القروية وخلق فرص الشغل المستدامة”.
وأضاف بن حبيبة: “من خلال مركز مسقالة، نفتح نافذة جديدة على منطقة الصويرة، ذات الإمكانات الجيولوجية الواعدة، بينما يشكل مركز مزيندة استمرارية طبيعية للأنشطة الفوسفاطية التاريخية في اليوسفية، لكنه بلمسة عصرية وتقنيات أكثر صداقة للبيئة”.
وأشار إلى أن المجمع يعكف على تطوير نموذج تنموي محلي مواكب للمشاريع الفوسفاطية، يعتمد على الشراكة مع الجماعات المحلية وفعاليات المجتمع المدني، من أجل ضمان توزيع عادل للعائدات وتثمين المؤهلات البشرية للمنطقة.
واختتم قائلاً: “نحن لا ننظر فقط إلى الأطنان المستخرجة، بل إلى الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه الفوسفاط في حياة الناس، وهذا ما يجعل رؤيتنا تتجاوز المعطى الاقتصادي لتلامس البعد الاجتماعي والبيئي”.
وتترقب الأوساط المحلية انطلاق الأشغال الفعلية بالمركزين في السنوات القليلة القادمة، في أفق بدء التشغيل خلال الاربع السنوات المقبلة، ما من شأنه إحداث دينامية جديدة في سوق الشغل وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي في كل من الصويرة واليوسفية.