تتألق مدينة آسفي، حاضرة المحيط، بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، لكنها تحمل أيضًا في طياتها إبداعات ثقافية وفنية تضفي على الحياة نكهة خاصة. وفي هذا السياق، يبرز الفاعل الجمعوي أشرف العتيق برؤية متميزة حول فن الدراما، وبالأخص الكوميديا، التي يراها ليست مجرد تسلية عابرة، بل جزءًا لا يتجزأ من الفنون الحيوية التي تلامس وجدان الإنسان وتعكس واقعه.
في تصريح خاص لموقع “الصحراء نيوز”، عبر العتيق عن قناعته بأهمية الكوميديا، قائلاً: “من وجهة نظري، الكوميديا عبارة عن فن من الفنون المهمة في الحياة، بحيث أن هذا الفن يعطي إحساسًا جميلاً للإنسان ويعطي في بعض الأحيان واقعنا الذي نعيشه بشكل مضحك وبطريقة غير مباشرة”. بهذه الكلمات، يلخص العتيق جوهر الكوميديا كأداة تعبيرية تجمع بين المتعة والتأمل، حيث تستطيع أن ترسم البسمة على الوجوه وفي الوقت ذاته تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية بأسلوب ساخر وذكي.
ويبدو أن هذا الفن يحتل مكانة خاصة في قلب آسفي، المدينة التي تعانق المحيط وتحتضن تنوعًا ثقافيًا يمكن أن يكون مصدر إلهام للكوميديا المحلية. فمن خلال الضحك، يمكن للسكان أن يرووا قصصهم ويعبروا عن تحدياتهم وآمالهم بطريقة تجمع بين الخفة والعمق. ويرى العتيق أن الكوميديا لا تقتصر على تقديم الترفيه فحسب، بل إنها تحمل في طياتها القدرة على تحليل الواقع وتقديمه بصورة تجعل المشاهد يتوقف ليفكر، حتى وإن كان ذلك من خلال ابتسامة عابرة.
وفي ظل الحياة اليومية التي قد تثقلها التحديات، تبرز الكوميديا كمنفذ للتنفيس وجسر للتواصل بين الناس. إنها، كما يصفها العتيق، تجربة إنسانية تجمع بين الإحساس الجميل والنقد اللطيف، مما يجعلها فنًا لا غنى عنه في حياة الفرد والمجتمع على حد سواء. وهكذا، تظل آسفي، بتراثها وإنسانها، شاهدة على قدرة الفن على إضفاء الحياة على الروح، حيث تتجلى الكوميديا كمرآة تعكس الواقع ومصباح ينير دروب البهجة.