في حادثة فريدة من نوعها، تمكنت السلطات المغربية، الأحد الماضي، من توقيف مواطنين يحملان الجنسية الجزائرية بمدينة الزاك، بعد تحركات مثيرة أثارت انتباه الساكنة المحلية، ما فتح باب التساؤلات حول طبيعة ودوافع وجودهما في المنطقة.
تفاصيل الواقعة
بحسب مصادر خاصة للصحراء نيوز، فإن الشخصين تمكنا من قطع آلاف الكيلومترات داخل التراب المغربي دون أن يثيرا أي شبهة. رحلتهما الغامضة شملت المرور بمنطقة المحبس، حيث توقفا عند إحدى الخيام لتناول الشاي وشرب الماء، كما استضافهما سكان الخيمة بكل كرم وسخاء.
بعد ذلك، واصلا رحلتهما نحو مدينة الزاك، حيث تحركا بحرية في شوارعها دون أن يلفتا الأنظار. أثناء تجوالهما، وصلا إلى أحد أزقة المدينة، وتحديداً زنقة تونس، حيث صادفا خيمة عزاء لأحد سكان المنطقة. وكما جرت العادة في التقاليد الصحراوية، تمت دعوتهما لتناول وجبة العشاء مع باقي الحاضرين.
لكن أثناء الحديث مع أحد أقارب المتوفى، سألهم عن أصولهم. حاول أحدهما التغطية على هويته بادعاء أنه من مدينة وجدة، بينما أفصح الآخر، بزلة لسان غير محسوبة، أنه من مدينة “تندوف الجزائرية”. هذه الإجابة أثارت الشكوك فوراً، ليتم إخطار الجهات المختصة التي بدأت تحرياتها على الفور بمساعدة أحد شيوخ المنطقة.
احتمالات ودوافع
تشير المعلومات الأولية إلى أن الشخصين قد يكونان من الرحل الباحثين عن النيازك أو الكنوز في المناطق الصحراوية، وهي فرضية عززها غياب أي اختراق أمني مباشر للمنطقة الشرقية منذ سنوات طويلة، وتحديداً منذ حادثة تفجير فندق أطلس أسني بمراكش عام 1994.
ورغم عدم وجود أدلة حالياً على أي تهديد أمني مباشر، إلا أن السلطات المغربية تتعامل مع الحادثة بجدية كبيرة، حيث تواصل التحقيقات لتحديد دوافع وجود الموقوفين داخل التراب المغربي، وما إذا كانا مرتبطين بأي أنشطة غير قانونية.
يقظة الساكنة والسلطات
تعكس هذه الحادثة مستوى اليقظة العالية لدى الساكنة المحلية، التي لعبت دوراً محورياً في كشف هوية الموقوفين. كما تؤكد على الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات المغربية لضمان أمن واستقرار المناطق الحدودية، خاصة تلك القريبة من الجزائر.
هذه الواقعة تطرح العديد من الأسئلة حول الأنشطة المشبوهة التي قد تتم في المناطق الصحراوية، وتدعو إلى مزيد من الحذر والتعاون بين الساكنة والسلطات لتعزيز الأمن وحماية التراب الوطني. الصحراء نيوز ستوافيكم بكل جديد حول هذا الموضوع فور ورود مستجدات من الجهات المختصة.