شهدت مدن مغربية عديدة، قبل قليل، من بينها آسفي، طنجة، طانطان، مكناس، واليوسفية، مظاهر احتفالية واسعة احتفاءً بالنصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة. اكتظت الساحات والشوارع بالمواطنين، الذين حملوا الأعلام الفلسطينية ورددوا الشعارات المؤيدة للمقاومة، في مشهد يعكس عمق الروابط الأخوية بين الشعبين المغربي والفلسطيني.
في مدينة آسفي، تجمع المئات في ساحة محمد الخامس، ونظموا مسيرة بالسيارات والدراجات النارية، حيث رفعوا صور شهداء المقاومة تكريمًا لتضحياتهم. كما ألقى نشطاء في الختام، كلمات مؤثرة تشيد بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي استطاعت تحقيق إنجاز استراتيجي أمام الاحتلال الصهيوني.
أما في طنجة، فقد تحولت الاحتفالات إلى مسيرة سلمية ضخمة، انطلقت من مختلف أحياء المدينة وصولًا إلى ساحة الأمم. وردد المشاركون هتافات تشيد بالمقاومة، وتؤكد على وحدة الصف العربي والإسلامي في دعم القضية الفلسطينية.
في الجنوب، بمدينة طانطان، تجسدت مظاهر التضامن في أمسية ثقافية وشعرية نظمها الأهالي، حيث تغنى المشاركون بقصائد تمجد شهداء المقاومة، وتبرز بطولاتهم التي ألهمت شعوب العالم الحر.
مدينة مكناس بدورها عرفت مظاهرات وفعاليات رمزية، شملت إطلاق بالونات تحمل ألوان العلم الفلسطيني، وتنظيم وقفة تضامنية في احدى الساحات العمومية، حيث ألقى الشباب قصائد وطنية ورسائل تضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي اليوسفية، كان المشهد مشابهًا، حيث اجتمع الأهالي في الساحات العامة، مرددين التكبيرات ورفعوا صورًا لشهداء المقاومة مثل يحيى عياش وأبو عبيدة وغيرهم، ممن أصبحوا رموزًا للصمود والمقاومة.
كما لم تغب الاحتفالات عن مناطق أخرى في المغرب، حيث نظم الأهالي وقفات تضامنية ومسيرات داعمة، مؤكدين على أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال حاضرة بقوة في وجدان الشعب المغربي.
أثارت هذه الاحتفالات اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، التي رصدت حجم الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في المغرب. وأكد المشاركون في الاحتفالات أن الانتصار الفلسطيني هو انتصار للحق والعدالة، وأن المقاومة الفلسطينية قدمت شهداء عظامًا على طريق تحرير الأرض واستعادة الكرامة.
تأتي هذه الاحتفالات في سياق دعم الشعب المغربي الدائم لفلسطين، حيث تتعزز الروابط التاريخية والدينية بين البلدين، مع استمرار المغاربة في التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان الوطني والقومي.