في إطار مبادراتها الهادفة إلى تعزيز العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية، نظّمت جمعية الأوراش الصحراوية للصحافة والتواصل، اليوم الأحد، حملة نظافة واسعة بمقبرة الشيخ الفضيل بمدينة طانطان. هذه المبادرة، التي تُنظّم بشكل سنوي، لاقت تفاعلًا كبيرًا من قبل السكان المحليين والمتطوعين، حيث جاءت لتؤكد على أهمية الحفاظ على الأماكن ذات القيمة الروحية والتاريخية، وتعزيز قيم التضامن واحترام الموتى.
مقبرة الشيخ الفضيل، التي تُعدّ واحدة من أبرز المعالم الروحية في المنطقة، تحظى بمكانة خاصة في قلوب أهالي طانطان، حيث يرقد فيها العديد من الشخصيات التي ساهمت في تشكيل تاريخ المدينة. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المقبرة بحاجة إلى عناية خاصة للحفاظ على نظافتها ووقارها، وهو ما دفع جمعية الأوراش الصحراوية للصحافة والتواصل إلى تنظيم هذه الحملة بشكل دوري كل عام.
خلال الحملة، التي شهدت مشاركة واسعة من المتطوعين، تم تنظيف المساحات الخضراء وإزالة الأعشاب الضارة، بالإضافة إلى جمع النفايات المتراكمة وترتيب شواهد القبور. كما تم توعية الزوار بأهمية الحفاظ على نظافة المقبرة وضرورة احترام هذا المكان الذي يضم رفات الأجداد والأحباء.
في تصريح لرشيد أوس، جمعية الأوراش الصحراوية للصحافة والتواصل، أكد أن هذه الحملة السنوية تأتي في إطار سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي في المنطقة. وأضاف أن مثل هذه الأعمال التطوعية تساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا ومسؤولية، كما تُبرز الدور الفاعل للمجتمع المدني في خدمة القضايا المحلية.
هذه المبادرة لم تكن مجرد حملة تنظيف عادية، بل كانت رسالة قوية تُعبر عن روح التضامن والانتماء التي يتميز بها أهالي طانطان. كما أنها سلطت الضوء على أهمية العمل التطوعي في تعزيز القيم المجتمعية والإنسانية، خاصة في الأماكن التي تحمل بعدًا روحيًا وتاريخيًا.
وتُعتبر حملة النظافة السنوية بمقبرة الشيخ الفضيل، التي تنظّمها جمعية الأوراش الصحراوية للصحافة والتواصل، نموذجًا يُحتذى به في العمل الجماعي والتطوعي. هذه الجهود تُظهر أن المبادرات المحلية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على الموروث الثقافي والروحي للمجتمع، وتعزيز قيم التضامن والمسؤولية المشتركة.