تُعتبر ذكرى المسيرة الخضراء، التي تُحتفل بها كل عام في السادس من نوفمبر، حدثاً تاريخياً بارزاً في تاريخ المغرب الحديث. إنها ذكرى انطلاق المسيرة السلمية التي قادها الملك الراحل الحسن الثاني عام 1975، من أجل استرجاع الصحراء المغربية. لقد جسّدت هذه المسيرة قيم الوحدة الوطنية والتضحية، وجمع الشعب المغربي حول هدف واحد: استكمال سيادة الوطن.
في هذا السياق، يتجلى تأثير المسيرة الخضراء بشكل واضح في المغرب المعاصر تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، الذي اتخذ من هذه المناسبة فرصة لتعزيز القيم الوطنية والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة. منذ توليه العرش في عام 1999، عمل الملك محمد السادس على تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير العيش الكريم لكل المواطنين.
تتضح رؤية جلالة الملك محمد السادس في استثمار موارد البلاد وفتح آفاق جديدة أمام الشباب المغربي، من خلال عدة برامج ومبادرات تهدف إلى النهوض بالمجتمع والاقتصاد. تحت قيادته، تم تعزيز مشروعات البنية التحتية، وتطوير التعليم والصحة، وتحسين ظروف العمل والمعيشة. كما أولا الملك اهتماماً خاصاً للمناطق الصحراوية، حيث تم إطلاق العديد من المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة وتحقيق الاستقرار.
علاوة على ذلك، تعكس السياسة الخارجية للمغرب في عهد الملك محمد السادس، روح المسيرة الخضراء، حيث يسعى المغرب إلى تعزيز شبكة من العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة في مختلف المجالات. إن المغاربة اليوم يعيشون في ظل سياسة قائمة على مبدأ الحوار والتعاون، بما يخدم قضاياهم ويعزز مصالحهم.
من جهة أخرى، فإن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل مناسبة لتأكيد التمسك بالوحدة الوطنية والترابط بين مختلف فئات المجتمع. في كل عام، تجدد هذه الذكرى الولاء والإخلاص للعرش العلوي، وتؤكد على الخيار الديمقراطي والتنموي الذي اختاره المغرب.
تظل المسيرة الخضراء رمزاً للتضحية والعزيمة، وتجسد روح المغرب القوية التي تسعى دائماً إلى الكرامة والحرية. وبفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، يواصل المغرب السير نحو مستقبل مشرق مستلهمًا من تاريخ حافل بالبطولات وقيم التضامن والوحدة.