تجمع المئات من جموع الغاضبين والمناصرين أمس الأحد في ساحة الاستقلال بمدينة آسفي وفاء للشهيد المجاهد يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في وقفة شعبية حاشدة تعكس تضامن المغاربة مع القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، ألقى إدريس الثمري، عضو اللجنة المحلية للدعم والنصرة بآسفي، كلمة مؤثرة تناولت مسيرة الشهيد يحيى السنوار وتضحياته العظيمة من أجل فلسطين.
وافتتح الثمري كلمته بحمد الله على توفيقه للمشاركة في هذه الوقفة التي تعكس “وفاءً للشهيد المجاهد” مؤكدا أنها “لحظة غضب وألم وفخر ووفاء” تعبر عن مشاعر الجماهير المحتشدة في ساحة الاستقلال، مذكراً الحضور بآية من القرآن الكريم مستشهدًا بها “ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”، مشددًا على أن السنوار ينتمي إلى هؤلاء الرجال الذين قدموا أرواحهم فداءً لقضيتهم.
ووصف الثمري الشهيد يحيى السنوار بـ “القائد المجاهد” الذي “طلب الشهادة ونالها في ختام يليق بسيد المقاومين”، مؤكدًا أنه كان مهندس معركة “طوفان الأقصى” التي هزت أركان الكيان الصهيوني وأعادت إحياء القضية الفلسطينية، كما أشار إلى قيمه الإسلامية النبيلة وكيف تربى على سيرة الصحابة والصالحين.
وفي جانب آخر من كلمته، استعرض الثمري مسيرة السنوار في المعتقلات، حيث قضى ثلاثاً وعشرون سنة في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أنه “المجاهد المقاوم” و”رمز العزة والكرامة”. واعتبر الثمري أن السنوار يشبه “صلاح الدين الأيوبي لعصرنا” في كفاحه ومقاومته.
وأشار الثمري كذلك إلى مشهد استشهاد السنوار، متحدثًا عن “رفضه للاستسلام” و”تسليمه مشعل المقاومة”، معتبرًا أن تلك اللحظة تجسد إرادة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. وأكد أن دماء الشهداء تضيء طريق الحرية، داعيًا إلى الوفاء لتضحياتهم ومواصلة النضال.
وفي ختام كلمته، ذكر الثمري الجميع بواجب الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية، موجهًا تحية خاصة إلى هيئة المبادرة المغربية للدعم والنصرة في فرع آسفي على تنظيمهم هذه الفعاليات التضامنية على مدار العام.
الوقفة الشعبية المنظمة من قبل اللجنة المحلية للدعم والنصرة بآسفي شهدت إقامة صلاة الغائب على روح الشهيد يحيى السنوار، فعاليات أخرى، تخللتها شعارات مدوية تدين الإجرام الصهيوأمريكي بحق إخواننا في فلسطين، وتستنكر الصمت المريب للمنتظم الدولي، والتواطؤ المفضوح للأنظمة العربية، تعكس كيف أن شعلة الأمل والإصرار لا تزال متقدة في قلوب المغاربة تجاه دعم القضية الفلسطينية، مؤكدين أن تضحيات الشهداء لن تذهب سُدًى، كما أكدت على أن تحرير فلسطين هو وعد الله، وأن المقاومة والجهاد هما الطريق لتحقيق هذا الوعد.