في مبادرة إنسانية وخيرية تحمل في طياتها رسالة توعوية، قامت جمعية المرسى للبيئة والمحافظة على الثروة البحرية بمدينة طانطان بتوزيع نسخ من المصحف الشريف على عدد من السائقين، في خطوة تهدف إلى تعزيز القيم الروحية والأخلاقية بين هذه الفئة التي تشكل عصب الحركية في المدينة.
هذه البادرة، التي تأتي في سياق الأنشطة الاجتماعية التي تنظمها الجمعية، لم تقتصر على التوزيع فقط، بل رافقتها دعوة صريحة ومباشرة للسائقين لاحترام قانون السير، حفاظاً على سلامتهم الشخصية وسلامة الآخرين على الطريق.
الفعالية، التي لاقت استحساناً كبيراً من طرف المستفيدين والساكنة على حد سواء، تجسد رؤية الجمعية في الجمع بين البعد الروحي والمسؤولية المجتمعية، حيث اعتبرت أن توزيع المصاحف ليس مجرد عمل رمزي، بل دعوة للتأمل والالتزام بالقيم التي تحث على المحافظة على الأرواح والممتلكات.
وفي هذا الإطار، وجهت الجمعية رسائل واضحة للسائقين، تحثهم على التقيد بقواعد المرور، مثل احترام السرعة المحددة، تجنب القيادة تحت تأثير التعب أو المخدرات، والانتباه للمشاة، مؤكدة أن هذه السلوكيات ليست مجرد التزام قانوني، بل واجب أخلاقي يحمي المجتمع بأسره.
المبادرة، التي نفذتها جمعية المرسى بتعاون مع فعاليات محلية، تعكس حرص الجمعية على توسيع دائرة عملها لتشمل لمسات إنسانية تتجاوز مهمتها الأساسية في حماية البيئة والثروة البحرية، لتصبح جسراً لنشر الوعي والتضامن بين أفراد المجتمع. وقد أشاد السائقون المستفيدون بهذا العمل، معبرين عن تقديرهم للرسالة المزدوجة التي تحملها المبادرة، حيث أكد أحدهم أن تلقي المصحف يشكل حافزاً معنوياً لهم ليكونوا أكثر مسؤولية على الطريق، بينما رأى آخر أنها دعوة للتفكر في أهمية السلامة كجزء من تعاليم الدين.
بهذه الخطوة، تضيف جمعية المرسى بطانطان لبنة جديدة إلى مسارها الخيري، مؤكدة أن الأعمال الاجتماعية يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز السلوك الإيجابي وترسيخ ثقافة السلامة المرورية، في مدينة تعتبر الطرق فيها شريان حياة يربط بين ساكنتها وأنشطتها اليومية. ويبقى الأمل أن تتكرر مثل هذه المبادرات، لما لها من أثر في تعميق الوعي وتقوية الروابط بين مختلف مكونات المجتمع المحلي.