تحولت مقبرة دوار الشيخ عبداتي في طانطان إلى فضاء للممارسات اللاأخلاقية، حيث أصبح البيت المجاور لها مرتعًا لشرب الخمور واستهلاك المخدرات، في مشهد يعكس غياب الرقابة الأمنية والتدخلات الضرورية لحماية حرمة الموتى. ولم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد، بل سُجّلت أيضًا سرقة حديد جدار المقبرة من طرف بعض المخربين، في واقعة تعكس حجم التسيب والإهمال الذي تعاني منه هذه الأماكن المقدسة.
جمعية الأوراش الصحراوية للصحافة والتواصل، التي سبق لها أن نظمت حملة نظافة داخل المقبرة، التمست الشهر الماضي من قائد المقاطعة الرابعة التدخل لترميم الجدار وصباغته في إطار صفقة الصباغة، لكن الوضع لا يزال على حاله، ما يثير التساؤلات حول جدية السلطات في التعامل مع هذا الملف.
وفي ظل هذه الأوضاع، يطرح المتابعون تساؤلًا جوهريًا حول دور جماعة طانطان، التي تتوفر على لائحة مياومين غير واقعية، في تخصيص حراسة دائمة للمقابر لحمايتها من العبث والتدنيس. كما أن المجلس الإقليمي، الذي يملك صلاحيات التدخل، لم يبادر إلى عقد دورة استثنائية لمناقشة هذا الملف وإيجاد حلول عملية له، رغم أنه يشكل إشكالًا دينيًا وتنمويًا ومجاليًا يهم ساكنة المدينة.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه التقارير عن وجود فائض مالي يمكن تخصيصه لهذا الغرض، يبقى السؤال معلقًا حول مدى استعداد المسؤولين لتبني رؤية واضحة لحماية المقابر من التهميش والانتهاكات المتكررة، خاصة وأن طانطان وحدها في الأقاليم الجنوبية تعاني من هذا الوضع حسب المراقبين. فإلى متى ستظل مقابر المدينة عرضة للإهمال والتخريب، دون تحرك جاد لإنقاذها؟