في اجتماع عادي للجنة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية في آسفي صباح اليوم الأحد 05 يناير 2025، وجه رضا بوكمازي، عضو الأمانة العامة للحزب، انتقادات حادة للحكومة، مبرزًا فشلها في التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون. وأكد أن البلاد تواجه وضعًا مأساويًا يتطلب تغييرات جذرية على مستوى السياسات العامة. واعتبر أن الحكومة لا تزال عاجزة عن مواجهة أزمة البطالة المتفشية وتراجع الاستثمارات، بينما تستمر هيمنة اللوبيات على مفاصل الاقتصاد والسياسة.
وأكد بوكمازي أن الوضع الاقتصادي في البلاد يشهد تدهورًا مستمرًا بسبب السياسات الحكومية الفاشلة، التي أدت إلى ركود اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة. وقال: “لقد أصبح واضحًا للجميع أن الحكومة لم تتمكن من خلق بيئة مناسبة للاستثمار، مما أدى إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وهو ما انعكس سلبًا على مستوى عيش المواطن المغربي”. وأضاف أن هذا التدهور الاقتصادي يستمر في التأثير على الفئات الفقيرة، التي أصبحت تعاني من ضعف الخدمات الأساسية وظروف الحياة الصعبة.
وفي تعليقه على الهيمنة المستمرة لللوبيات، قال بوكمازي إن هذه المجموعات تمسك بزمام الأمور في كثير من المجالات، ما يعوق تقدم البلاد. وأوضح أن استمرار هذه الهيمنة على السلطة السياسية والاقتصادية يتسبب في تفاقم الوضع الاجتماعي، ويحول دون إحداث التغيير المنشود. “نحن أمام واقع مرير تتحكم فيه قلة من الأشخاص والمصالح الضيقة التي لا تهتم بمصلحة المواطنين”، كما أضاف.
وفيما يتعلق بمؤسسة الأسرة، التي كانت دائمًا في صميم أولويات الحزب، أكد بوكمازي أن حزب العدالة والتنمية سيواصل الدفاع عن مكانة الأسرة في المجتمع. وقال: “نحن نؤمن أن الأسرة هي الخلية الأساسية لبناء المجتمع، ولن نسمح لأية محاولة لتفكيك هذه المؤسسة أو تهميش دورها”. وأشار إلى أن الحزب سيظل متمسكًا بموقفه في الدفاع عن القيم الأسرية، والتمسك بالمرجعية الإسلامية التي تحمي هذه القيم.
كما لفت بوكمازي إلى أن الحزب بصدد التحضير للمؤتمر الوطني التاسع، الذي يشكل محطة هامة في تاريخ الحزب. وأكد أن حزب العدالة والتنمية قد استعاد جزءًا كبيرًا من عافيته بعد المؤتمر الاستثنائي في ديسمبر 2021، وأنه يسعى إلى تعزيز مكانته في الساحة السياسية المغربية. “المؤتمر المقبل سيشهد بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي، ونعمل على إعادة بناء تنظيم الحزب ليكون أكثر فعالية في مواجهة التحديات المقبلة”، قال بوكمازي.
ختامًا، دعا بوكمازي إلى ضرورة إشراك المواطنين في العملية السياسية لضمان أن تكون السياسات الحكومية أكثر استجابة لمطالبهم. وأكد أن الحزب سيظل يعمل على تحقيق الإصلاحات الضرورية في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، والتعليم، والخدمات الصحية.