في خطوة تعكس التزام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بطانطان بمواجهة الجرائم البيئية التي تهدد صحة المواطنين والموارد الطبيعية، تم فتح تحقيق عاجل حول حالة تلوث خطيرة شهدها شاطئ الوطية. وقد أثارت هذه الحادثة، والتي تضمنت إلقاء سوائل ملوثة ذات روائح كريهة في مياه البحر، قلقًا واسعًا في الأوساط المحلية نظرًا لتأثيرها السلبي على التنوع البيئي البحري وصحة السكان.
استجابة حقوقية وتحرك قانوني
جاء هذا التحقيق استجابةً لشكاية تقدمت بها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، التي حذرت من خطورة الوضع وطالبت بالتدخل السريع. وبتعليمات من النيابة العامة، استمعت فرقة الدرك البيئي بكلميم يوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 إلى نور الدين اشطم، المنسق الجهوي للرابطة، الذي قدم معلومات دقيقة حول الواقعة. حيث أشار إلى أن التلوث وقع في الشطر الثاني من كورنيش الوطية، وهي منطقة يعتمد عليها السكان لجمع فواكه البحر وصيد الأخطبوط، مما يعكس مدى تأثير هذه الجريمة على حياتهم.
معاينة ميدانية ونتائج أولية
أسفرت المعاينات الميدانية التي أجرتها فرق الدرك البيئي عن وقف تدفق السوائل الملوثة، إلا أن الأنبوب المستخدم في إلقائها لا يزال موجودًا، مما يثير مخاوف من تكرار الحادثة. وأظهرت التحقيقات الأولية وجود إهمال بيئي قد يؤدي إلى أضرار طويلة الأمد على صحة المواطنين والتنوع البيولوجي البحري.
دعوة للمحاسبة وحلول مستدامة
وفي تعليقه، أكد الحقوقي، نور الدين اشطم، منسق الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان بجهة كلميم وادنون، أن الجرائم البيئية تمثل انتهاكًا صارخًا للحق في بيئة نظيفة وسليمة، وهو حق تكفله القوانين الوطنية والدولية. ودعا إلى محاسبة جميع الأطراف المسؤولة عن هذا التلوث، مطالبًا بوضع تدابير مستدامة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم وحماية البيئة البحرية.
شاطئ الوطية: مورد بيئي واقتصادي حيوي
يعتبر شاطئ الوطية منطقة حيوية بفضل تنوعه البيئي ودوره في تأمين مصادر رزق واستجمام للسكان المحليين. ومع استمرار وجود الأنبوب المستخدم في إلقاء السوائل الملوثة، يبقى التهديد قائمًا، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية والهيئات البيئية لضمان حماية هذا المورد المهم.
حماية شاطئ الوطية.. مسؤولية مشتركة
في ظل هذا التحدي البيئي، تظل حماية شاطئ الوطية مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني. يجب أن تتضافر الجهود من أجل اتخاذ إجراءات صارمة ومحاسبة المسؤولين، مما يعزز الحق في بيئة سليمة ويضمن استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تعزيز الوعي البيئي والتعاون بين جميع الأطراف يعدان مفتاحًا لتحقيق بيئة بحرية صحية ومزدهرة، مما يضمن حماية حقوق المواطنين ومواردهم الطبيعية.