شهدت قاعة العروض والمؤتمرات بملحقة غرفة التجارة والصناعة والخدمات، مؤخرا، بمدينة الطانطان يومًا ثقافيًا مميزًا، حيث احتضنت حفل توقيع كتاب “زلزال أكادير ومخلفاته الاقتصادية والاجتماعية والذهنية” لمؤلفه الدكتور الحسان منصوري.
الكتاب، الذي يعد دراسة عميقة عن الزلزال الذي هز مدينة أكادير سنة 1960، يُلقي الضوء على التأثيرات الكبيرة التي خلفها الزلزال، ليس فقط على مستوى البنية التحتية والعمران، بل أيضًا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى التغيرات الذهنية والثقافية التي شهدتها المنطقة في أعقاب الكارثة.
خلال الحفل، قدم الدكتور الحسان منصوري عرضًا موجزًا عن محتوى الكتاب وأبرز محاوره، مشيرًا إلى أهمية استحضار الكوارث الطبيعية في الدراسات الاجتماعية والاقتصادية لفهم تأثيرها طويل الأمد على المجتمعات. وأكد أن هذا العمل ليس مجرد سرد تاريخي للزلزال، بل هو دراسة تحليلية معمقة تستعرض ديناميات إعادة البناء المادي والمعنوي للمجتمع المغربي في تلك الفترة.
حضر الحفل عدد من الباحثين والمهتمين بالمجال الثقافي والتاريخي، بالإضافة إلى فعاليات من المجتمع المدني. وتميز اللقاء بمداخلات قيمة تطرقت إلى دور الكوارث الطبيعية في تشكيل الهويات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات، وكيفية الاستفادة من التجارب التاريخية لتعزيز الوعي المجتمعي والاستعداد لمواجهة الأزمات.
يُعد هذا الحفل جزءًا من سلسلة الأنشطة الثقافية التي تشهدها مدينة الطانطان بهدف تعزيز الحوار الثقافي وتشجيع الإنتاج الفكري.
يمثل هذا الكتاب حسب مفكرين وأكاديميين متخصصين، إضافة نوعية للمكتبة المغربية، ويساهم في توثيق مرحلة مفصلية من تاريخ المغرب الحديث، مما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ الاجتماعيو الاقتصادي.