نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الجمعة بمقر عمالة إقليم طانطان، مهرجانا خطابيا، تخليدا للذكرى الـ 68 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بجنوب المملكة.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب العام لعمالة إقليم طانطان، علي بوقسيم، شخصيات مدنية وعسكرية مع تسجيل غياب جماعي لرؤساء الجماعات القروية و الحضرية بإقليم طانطان ، بتكريم 8 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم طانطان، وتوزيع 89 إعانة مالية بمبلغ إجمالي يقدر بأزيد من 356 ألف درهم، على عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير و أرامل المتوفين منهم، والتي تهم إحداث مشاريع اقتصادية، والإسعاف الاجتماعي، وواجب العزاء، وأداء مناسك الحج.
وعبر عدد من أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عن تذمرهم لأقصائهم من الاستفادة من المنحة الهزيلة المخصصة لهم بعد انتظار دام سنوات .
و قال المحتجين أن الجهة الاقليمية الوصية تصرح بأن وكالة تنمية الاقاليم الجنوبية للمملكة هي المسؤولة عن هذا التأخير ؟
وتعيش هذه الشريحة الوطنية التي ضحت من أجل الحرية و الانعتاق واجلاء النصارى من أرض الوطن ، حالة فقر مدقع و تهميش كبير في ظل الاختلالات العميقة التي تعرفها الادارة الترابية منذ مدة بإقليم طانطان ، فلازالت كل الطلبات الاجتماعية تحال على سلة المهملات ، و المكتسبات القديمة اصبحت تمنح تحت الطاولة في السوق السوداء للانعاش الوطني و مناصب اعوان السلطة و الوظائف و الرخص المعيشية المختلفة حسب تعبيرهم .
ولعل أخر صيحات هذا الفساد هو منح مشروع للدجاج بملايين السنتيمات في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع وكالة الجنوب لاحد الاشخاص المشبوهين متخصص في العدمية و التشهير و لا علاقة له باسره المقاومة و التحرير حسب بيان للمعطلين ..
وعرف الحفل ولوج هذا الشخص الذي ينتحل صفة صحفي بتواطؤ مع بعض مسؤولي عمالة طانطان و يعرض المشروع الجديد الذي سلم له للبيع ، وهو اصلا عامل انعاش وطني لايعمل في مشهد استفزازي لأسرة المقاومة و المعطلين ، بدون أي تحفظ من السلطة المنظمة ، كما أن أحد التصريحات الرسمية في اللقاء نعتت اقليم طانطان بإقليم طاطا ؟
واعتبر مراقبين أن تغيب رؤوساء الجماعات باقليم طانطان عن هذه المناسبة الوطنية الغالية اهانة للنضال البطولي الذي خاضه أبناء الأقاليم الجنوبية في ملحمة المقاومة الوطنية المسلحة ، و استرخاص دماء وأرواح أبناء هذه المنطقة المجاهدة دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية ضد الأطماع التوسعية للاحتلال الأجنبي.
دلالات ومغازي هذا الحدث الوطني باقليم طانطان واستخلاص الدروس منه يستوجب ربط المسؤولية بالمحاسبة و تعزيز الجبهة الداخلية للوطن بتحقيق العدالة الاجتماعية و الانصاف للسكان ووقف مسلسل العبث واندحار صورة المؤسسات في نفوس الناس .. حسب تفريغ لأغلب التعليقات و التفاعلات المسجلة ..
تعليق واحد
السلام عليكم
لست بصدد التعليق على ما ورد من اخبار ومعطيات في المقال والذ ي لست اشك في أن صاحبه قد اجتهد ليستقيها من مصادر موثوقة.
لكن ولأنني كنت مدرسا لثلاث عقود للغة الفرنسية والعربية بالمدينة، فقد أثارني تكرار خطأ نحوي حيث ينصب الفاعل : و قال المحتجين / واعتبر مراقبين.
أتمنى على الاخوة كتاب المقالات أن ينتبهوا للجانب اللغوي أثناء تحرير المواضيع حتى تقدم أعمالهم المهمة بشكل يناسب مجهوداتهم المشكورة.
في المقابل، كان طريفا استخدام عبارة *النصارى* كناية عن المستعمر الفرنسي والاسباني. غير أن هذا التوصيف للمستعمر الاوروبي هو تعبير قديم وكان الأهالي يعتمدونه سابقا، لكن لم يعد يستخدم حاليا. إنه احدى تجليات الذاكرة الجماعية.
ربما قد يكون مثيرا للاهتمام دراسة تأثير الاستعمار في المعجم اللغوي للساكنة، خصوصا وأن التطور المستمر لوسائل الاتصال العصرية تغير هذا المعجم بسرعة كبيرة جدا وقد تختفي الكثير من العبارات أو لا يعد أحد يدرك بعدها التاريخي.