صفد (بالعبرية: צפת) هي إحدى مدن فلسطين التاريخية، تقع المدينة في منطقة الجليل، وهي اليوم في المنطقة الشمالية لفلسطين كما تُعتبر واحدة من أكثر مدن البلاد ارتفاعاً عن سطح البحر بحوالي 900 متر فوق سطح البحر. تقع على بعد 134 كم شمال القدس وتطل على بحيرة طبريا ومرج بيسان الواقعين إلى الجنوب الشرقي منها وعلى جبل الجرمق إلى الغرب. وتبلغ مساحة المدينة 29.248 كم²، ويقطنها اليوم حوالي 28,000 نسمة – معظمهم من اليهود، بعد تهجير أهلها العرب في حرب 1948. وقد ذُكرت في الأدبيات الدينية اليهودية وعند المؤرخين الرومان، ومنذ القرن السادس عشر، ومع سقوط الأندلس وطرد اليهود من شبه جزيرة إيبيريا، نشأ فيها مجتمع من اليهود السفارديم وأتباع الكابالا تحديدا مما جعلها أحد المدن المقدسة الأربع لدى اليهودية في تلك الفترة. في العهد العثماني كانت مركز سنجق صفد التابع لإيالة دمشق، وفي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، كانت مركزا لقضاء صفد.
أعاد الصليبيون تحصين المدينة في القرن ال12 للميلاد وسقطت بيد بيبرس في 1266. في زمن المماليك، أصبحت صفد إحدى النيابات في بلاد الشام، ومحطة بريد بين مصر والشام، ويصل إليها الحمام الزاجل في مصر.
سنة 1516م انتصر السلطان سليم الأول العثماني على السلطان قنصوة الغوري المملوكي في موقعة مرج دابق، وخضعت صفد سنة 1517م للعثمانيين. في مطلع أيار عام 1948 كان الصهاينة قد سيطروا على قريتي عين الزيتون وبيريا وقد نجحوا بذلك بكسر الحصار العربي على الحي اليهودي في صفد، وتحويل الوضع إلى وضع معاكس، بحيث أصبحت الأحياء العربية هناك تحت الحصار. وفي ظل هذه الظروف كان أمر سقوط صفد هو مسألة وقت ليس إلا خاصة إزاء الإصرار الصهيوني على ذلك وذلك تمهيداً لبسط السيطرة الصهيونية على الجليل الأعلى بكامله. بتاريخ 24/4/1948م احتلتها المنظمات الإسرائيلية المسلحة وطردت أهلها الفلسطينيين إلى لبنان وسوريا.
شهدت مدينة صفد زلزال مدمرة على طول تاريخها، كانت أقواها في 1759 وفي 1 يناير 1837. أسفرت زلزال 1759 عن مصرع مئات من سكان صفد، بينما أسفرت زلزال 1837 عن مصرع 2000 نسمة تقريبا وإلحاق أضرار كثيرة في مباني المدينة، وكذلك عن اندلاع أوبئة أوقعت المزيد من الضحايا.
سقوط المدينة في حرب 1948
نقص السلاح
والافتقار للخبرة على استعمال السلاح وعلى القتال (نتيجة الحظر والعقوبات الرادعة التي كانت مفروضة من قبل قوات الانتداب) أدى لسماح أهالي صفد بأن يأتي آخرين من خارج المدينة ليقودوها لهزيمة عسكرية بلا قتال، وهزيمة معنوية أدت للنزوح عنها وتقديمها هدية مجانية للصهاينة.
تأييد القوى الصهيونية
كانت الصهيونية العالمية (مؤيدة بالقوى الغربية ومنها دولة الانتداب) تعد العدة، منذ مطلع القرن العشرين، لطرد أهالي فلسطين وإنشاء وطن قومي لليهود. لذلك تم تحصين المدن والمستعمرات اليهودية، واستقدم المقاتلون الصهاينة من مختلف أنحاء العالم، وتم تشكيل وتدريب وتسليح عصابات الهاغاناه وعصابات الأرغون وشتيرن، وأشترك في الحرب العالمية الثانية لواء يهودي تدرب على القتال وعاد إلى إسرائيل بكافة أسلحته.
رجالات من صفد : من مشاهير صفد «حجو مصطفى خرما» وهو مجاهد من صفد، كان أحد مهاجمي الحي اليهودي عام 1929 وسعي البوليس لاعتقاله فغادر لشرق الأردن وعاد عام 1936 ليواصل جهاده. عمل مراسلا لنقل المعلومات والتعليمات ما بين القيادة والمدينة. لاحظ البوليس اليهودي انه يذهب كل صباح من خلال المنطقة العربية بإتجاه السرايا (مركز البوليس). ولإنهاء هذا التحدي قاتله حجو في الشارع الرئيسي. ألقى القبض على جاسوس وقاده للقيادة. ويعود الفضل، في كشف الجاسوس، لموظفي البريد العرب الذين كانوا يمررون الرسائل المشبوهة للقيادة. نقب جدار سجن السرايا لتسهيل هرب مجاهد. وفي اليوم التالي عرض عليه القيام بإصلاح جدار السجن مقابل الأجر وأثناء قيامه بذلك قال له البوليس العربي المكلف بالحراسة «والله يا حجو بتقتل القتيل وبتمشي بجنازته». لأنّ السجانين العرب كانوا متعاونين. تولى ورفاق من صفد وسوريا الدفاع أثناء الصراع العربي اليهودي في صفد ومن خلال أهم مراكز القلعة الدفاهية/ دار المرعشلي والذي تعرض لأشرس الهجمات الصهيونية وصدت جميعها مع الحاق خسائر فادحة بالمهاجمين. ولم يغادروا مواقعهم إلا بعد انسحاب جيش الأنقاذ ونزوح كافة الأهالي.