عبد النبي اعنيكر
يعد المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، المزمع عقده يومي 26 و27 أبريل2025 بمدينة بوزنيقة، حدثًا سياسيًا بارزًا يحمل رهانات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي، ويأتي هذا المؤتمر في وقت حاسم يشهد فيه المغرب تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية، مما يضيف أهمية خاصة لمخرجاته وقراراته.
1-تجديد القيادة
أحد أهم الرهانات التي سيشهدها المؤتمر هو تجديد القيادة حسب أصوات داخل حزب “المصباح” بعد عدة سنوات من قيادة متواصلة، يبدو أن هناك حاجة ماسة لتجديد الدماء وإدخال وجوه جديدة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، هذا التجديد يمكن أن يعزز من ديناميكية الحزب ويجعله أكثر استعدادًا للتفاعل مع المتغيرات السريعة في الساحة السياسية.
2- تحديد الرؤية الاستراتيجية
يجب على الحزب في هذا المؤتمر تحديد رؤية استراتيجية واضحة للسنوات القادمة، هذه الرؤية يجب أن تتضمن خططًا محددة لمواجهة التحديات الاقتصادية، مثل البطالة والفوارق الاجتماعية، وكذلك تعزيز التنمية المستدامة، ومن الضروري أن تكون هذه الرؤية مبنية على دراسات واقعية ومشاورات واسعة داخل الحزب ومع مختلف الفاعلين في المجتمع.
3- تعزيز الوحدة الداخلية
التحدي الآخر الذي يواجهه المؤتمر هو تعزيز الوحدة الداخلية للحزب، الخلافات والانقسامات الداخلية قد تؤثر سلبًا على أداء الحزب وقدرته على تحقيق أهدافه، لذا، من المهم العمل على تقريب وجهات النظر بين الأعضاء وتعزيز روح التعاون والعمل الجماعي.
4- التفاعل مع القضايا الوطنية والدولية
سيكون على الحزب أيضًا التعامل بجدية مع القضايا الوطنية والدولية، مثل حقوق الإنسان، وقضايا البيئة، والعلاقات الخارجية، والتفاعل البناء مع هذه القضايا يمكن أن يعزز من مكانة الحزب ويساهم في تحقيق الأهداف الوطنية.
5- التواصل مع القاعدة الشعبية
التفاعل مع القاعدة الشعبية والاستماع إلى هموم المواطنين يعتبر أمرًا حيويًا، من هذا المنطق، يجب على الحزب تطوير استراتيجيات فعالة للتواصل مع المواطنين وشرح سياساته وبرامجه بطريقة واضحة ومبسطة. هذا التواصل يعزز من ثقة المواطنين في الحزب ويزيد من شعبيته.
ختاما، يأتي المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية في لحظة تاريخية مهمة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة ورؤى استراتيجية واضحة. الرهانات كبيرة والتحديات عديدة، ولكن بالإرادة القوية والعمل الجماعي يمكن للحزب أن يحقق أهدافه ويساهم في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية في المغرب. تحقيق هذه الرهانات يتطلب التزامًا قويًا من جميع أعضاء الحزب وتفاعلًا بناءً مع جميع الفاعلين في المجتمع.