لقي المعرض الموضوعاتي للمخطوطات الذي تنظمه جمعية تبيين للعلوم والتراث والتنمية، بالشراكة مع مؤسسة الموكار بطانطان، وذلك على هامش النسخة السابعة عشرة من موسم طانطان، من 26 إلى 30 يونيو 2024. تحت شعار “التراث العلمي والأدبي في الصحراء المغربية: قيم إنسانية وثوابت وطنية”، افتتح المعرض ابوابه يوم الجمعة 28 و سيستمر إلى يوم الأحد 30 يونيو 2024.
وشمل المعرض الذي أقيم في قاعة المحاضرات ببلدية طانطان، بالإضافة إلى المخطوطات والكتب المعروضة، أروقة موضوعاتية تتناول عبر جداريات وملصقات مجموعة من المواضيع، منها أدب الرحلة عند علماء الصحراء، والرحلة والهجرة الجهادية، مؤتمر غزي الأركاب نموذجًا، وكذا الرسائل التاريخية منها رسائل وظهائر ملكية ورسائل من بعض زعماء وقادة القبائل تجسد العلاقة المتجذرة بين أهل الصحراء وملوك الدولة العلوية الشريفة.
كما شمل المعرض مخطوطات تؤرخ للعلاقات التي تربط قبائل الجنوب المغربي بشمال المملكة، فضلا عن إجازات علمية ونوازل فقهية: إجازات علمية متبادلة بين علماء من شمال المملكة وعلماء من شنقيط، ونوازل فقهية لفقهاء وقضاة من المنطقة، وكذا نقلات علمية، تصوف وسلوك، إلى جانب مختلفات من الأدب والشعر، شذرات من الأدب الحساني حول الأماكن والأطلال، مساجلات من الأدب الحساني والعربي، شعر يمزج بين الحسانية والأمازيغية.
المعرض أيضا شمل شعر حساني يؤرخ لموسم طانطان، وبطاقات تعريفية لشخصيات وأعلام من الصحراء المغربية، كما تضمن التأريخ بالأحداث والظواهر الطبيعية، وبرز أهل الصحراء ونظرتهم للتحديث والاختراعات التي عرفها المجتمع الصحراوي بعد الاستقلال من خلال قصائد وفقرات أدبية، إلى جانب مواضيع أخرى تخص التداوي بالأعشاب وثقافة الشاي.
وفي موضوع آخر، أطر المعرض مجموعة من الأساتذة والباحثين الذين قدموا للزوار شروحات وافية حول الشعر الحساني الذي قيل عن طانطان، أدب الرحلة، و دور المخطوط في الدفاع عن حجية المغرب في صحرائه، إضافة إلى التعريف ببعض الوثائق الخاصة بالأحكام القضائية بدايات القرن الماضي.
وتهدف جمعية تبيين للعلوم والتراث والتنمية من خلال هذا الحدث إلى إحياء التراث العلمي للمنطقة وتثمينه، حيث راكمت تجربة مهمة في المشاركات العلمية امتدت من العيون حتى فاس، أو من خلال موقع الشيخ ماء العينين الإلكتروني الذي يضم كتبًا رقمية مخطوطة وحديثة، ومقالات تهتم بالتراث العلمي والأدبي والتاريخي للصحراء المغربية.