مع حلول شهر رمضان المبارك، تكتسي مدينة آسفي حلة روحانية مميزة، حيث تمتزج الأجواء الدينية بالعادات والتقاليد العريقة التي تميز هذا الشهر الفضيل. ولتسليط الضوء على خصوصيات رمضان في آسفي، أجرينا في “الصحراء نيوز”هذا الحوار مع المهدي الجبلي، نائب مندوبة فرع آسفي لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، الذي حدثنا عن الأجواء الرمضانية في المدينة، والعادات التي ينفرد بها أهل آسفي، إضافة إلى كيفية قضاءه للشهر الفضيل ودور الجمعيات في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الصحفي:
س: بداية، السيد المهدي الجبلي، كيف تستقبل مدينة آسفي شهر رمضان المبارك؟
ج: رمضان في آسفي له نكهة خاصة، تمتزج فيها الروحانية بالعادات والتقاليد التي توارثناها جيلاً بعد جيل. مع حلول الشهر الفضيل، تلبس المدينة حلّة رمضانية فريدة، حيث تعجّ الأسواق بالحركة، ويحرص الأهالي على تجهيز بيوتهم بالمؤن الرمضانية، مثل التمر، والشباكية، والسفوف، إلى جانب الأسماك الطازجة التي تتميز بها المدينة.
أما من الناحية الروحانية، فتشهد المساجد إقبالًا متزايدًا، خاصة خلال صلاة التراويح، حيث تمتلئ بأصوات المصلين، في أجواء تعبّدية تترك أثرها في النفوس.
س: ما هي العادات والتقاليد التي تنفرد بها آسفي خلال هذا الشهر الكريم؟
ج : تتميز آسفي بعدد من العادات الفريدة التي تعكس طابعها الثقافي والاجتماعي. من بين هذه العادات “التحزيم”، حيث يجتمع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار، ويحرص الكبار على إطعام الصغار أول لقمة قبل أن يبدؤوا هم بالأكل. كذلك، تعتبر وجبة “الحريرة المسفيوية” من الأطباق الأساسية في مائدة الإفطار، إلى جانب الحلويات التقليدية مثل “الشباكية” و”المخرقة”.
أما في الأحياء الشعبية، فهناك تقليد جميل يتمثل في توزيع الطعام على المحتاجين، حيث يتكفل الجيران بإعداد وجبات وإيصالها للعائلات المعوزة، وهو سلوك يعكس روح التضامن والتكافل الاجتماعي الذي يتجلى بشكل واضح خلال هذا الشهر الفضيل.
س: كيف تقضي شخصيًا شهر رمضان؟
ج : بالنسبة لي، رمضان هو فرصة للصفاء الروحي وإعادة ترتيب الأولويات. أحرص على أداء الصلوات في المسجد، وأخصص وقتًا لتلاوة القرآن والتأمل. كما أن رمضان في آسفي لا يكتمل دون الزيارات العائلية التي تعزز صلة الرحم، بالإضافة إلى الانخراط في أنشطة جمعية الشعلة، حيث نعمل على تنظيم مجموعة من الفعاليات التربوية والثقافية والعلمية وكذا الاحتماعية، ونساهم بالتالي في تأطير الشباب من خلال أنشطة ثقافية وتربوية تتماشى مع أجواء الشهر الفضيل.
س: كيف ترى دور الجمعيات في المحافظة على هذه العادات والتقاليد؟
ج : للجمعيات دور محوري في صون الموروث الثقافي لمدينة آسفي، خاصة خلال المناسبات الدينية كشهر رمضان. نحن في جمعية الشعلة نحرص على تنظيم أنشطة تسلط الضوء على العادات والتقاليد المحلية، ونعمل على تحفيز الشباب للمشاركة في المبادرات الخيرية، مما يسهم في ترسيخ قيم التعاون والتكافل في المجتمع. كما نولي أهمية كبيرة للأنشطة الثقافية الرمضانية، مثل الأمسيات القرآنية، والندوات الفكرية التي تعزز الهوية الثقافية المحلية.
س: كلمة أخيرة للقراء بمناسبة الشهر الفضيل؟
ج : رمضان هو شهر التسامح والتضامن، وأدعو الجميع إلى استغلاله في التقرب إلى الله، وصلة الرحم، ومساعدة المحتاجين. كما أتمنى أن يكون هذا الشهر فرصة لتعزيز القيم الإنسانية التي تجعل من آسفي مدينة نابضة بالحب والعطاء. رمضان مبارك سعيد للجميع!
س: شكرًا لك، السيد المهدي الجبلي، على هذا الحوار القيم، ونتمنى لك شهرًا مباركًا مليئًا بالخير والبركات.