في حوار صحفي جمع الصحافي حميد المهداوي برئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، طُرحت العديد من القضايا الشائكة التي شغلت الرأي العام المغربي خلال السنوات الأخيرة. اللقاء كشف عن مواقف بنكيران من ملفات حساسة تشمل علاقة القصر بالسياسة، قضية التطبيع، الدعم الاجتماعي، متابعة الصحافيين، وشخصيات بارزة مثل عبد الله باها وفؤاد عالي الهمة وعزيز أخنوش.
عبد الله باها: ذكريات وفقدان
تطرق بنكيران إلى شخصية عبد الله باها، رفيقه السياسي المقرب، معبّراً عن حزنه العميق لفقدانه. وصف باها بأنه كان رجل دولة حكيماً وشخصية متميزة داخل حزب العدالة والتنمية. استعاد بنكيران ذكرى الحادث المأساوي الذي أودى بحياة باها، مؤكدًا أن غيابه ترك فراغًا كبيرًا ليس فقط في الحزب، ولكن أيضًا في المشهد السياسي الوطني.
فؤاد عالي الهمة والقصر: العلاقة المركبة
في حديثه عن فؤاد عالي الهمة، المستشار الملكي وصديق الملك محمد السادس، أكد بنكيران أن العلاقة بين القصر وحزب العدالة والتنمية كانت دائمًا موضوع نقاش. شدد على أهمية التمييز بين السياسة الحزبية ومكانة المؤسسة الملكية، مبرزًا أن الهمة لعب دورًا بارزًا في المشهد السياسي، لكنه نفى وجود أي خلاف شخصي بينهما. كما أكد بنكيران على ضرورة احترام المؤسسات، مع التشديد على أن العمل السياسي لا يجب أن يتعارض مع توجهات القصر.
عزيز أخنوش: الحكومة والدور الاقتصادي
انتقد بنكيران بشدة أداء رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، مشيراً إلى ضعف سياسات الحكومة في التعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. واعتبر أن أخنوش لا يمتلك الخبرة السياسية الكافية لقيادة المرحلة، لاسيما في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية. كما لم يتوانَ بنكيران عن الإشارة إلى ما اعتبره تقصيراً في التواصل مع الشعب وضعف القرارات الحكومية في حماية الفئات الهشة.
قضية التطبيع: موقف ثابت
بخصوص ملف التطبيع مع إسرائيل، أظهر أمين عام حزب العدالة والتنمية موقفاً متحفظاً، مؤكداً أنه يرفض التطبيع لكنه يحترم قرارات الدولة إذا كانت تخدم المصلحة العليا للبلاد. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تظل من الثوابت الوطنية والدينية التي لا يمكن التفريط فيها، داعياً إلى تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والدعم المستمر للقضية الفلسطينية.
الدعم الاجتماعي: إصلاحات عالقة
فيما يتعلق بالدعم الاجتماعي، أبدى رئيس الحكومة الأسبق أسفه على الطريقة التي تدير بها الحكومة الحالية هذا الملف. أشار إلى أن مشروع الدعم المباشر للأسر الفقيرة كان ضمن أولوياته خلال فترة رئاسته للحكومة، لكن التقدم فيه كان محدوداً. وانتقد السياسات الحالية التي اعتبرها غير فعالة في التخفيف من وطأة الأزمة المعيشية على الفئات الهشة، داعياً إلى تبني رؤية شاملة وعادلة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
متابعة الصحافيين: حرية التعبير على المحك
لم يفوت بنكيران الفرصة للتعليق على متابعات الصحافيين في المغرب، معتبراً أن حرية التعبير ركن أساسي في بناء الديمقراطية. وأكد أن متابعة الصحافيين على خلفية قضايا رأي تسيء لصورة البلاد، داعياً إلى احترام استقلالية الصحافة وضمان بيئة حاضنة للإعلام الحر.
الحوار بين المهداوي وبنكيران عموما الذي تابعته الجريدة الاولى صحراء نيوز كان غنياً بالقضايا الحساسة التي تمس الشأن السياسي والاجتماعي المغربي. أظهر بنكيران مواقفه بوضوح، معبراً عن انتقاداته للحكومة الحالية ومشدداً على ضرورة تعزيز العدالة الاجتماعية واحترام المؤسسات. اللقاء يعكس التحديات الكبرى التي تواجه المغرب في المرحلة الراهنة، ويضع النقاش السياسي أمام مسؤولية إيجاد حلول عملية ديمقراطية و اجتماعية تعكس طموحات الشعب المغربي.