بقلم أوس رشيد: مدير الجريدة الأولى “الصحراء نيوز”
تعيش جهة كلميم وادنون على وقع حراك شبابي غير مسبوق تقوده فئة من جيل “Z”، الجيل الذي وُلد مع الإنترنت وتَشرب قيم الحرية والكرامة والعدالة من منصات العالم الرقمي، ليجد نفسه اليوم في مواجهة واقع محلي وجهوي لا ينسجم مع تطلعاته ولا مع روح الألفية الثالثة.
فمن خلال حملات رقمية وشعارات ميدانية، وجّه شباب الجهة سهام النقد إلى المجالس المنتخبة، وفي مقدمتها مجلس الجهة، معتبرين أن الأداء السياسي والمؤسساتي لا يرقى إلى انتظارات المواطنين، ولا يعكس الإمكانيات الاقتصادية والبشرية التي تزخر بها المنطقة. هذا الجيل لا يطالب بالمستحيل، بل يدعو إلى تعليم يواكب تحولات العصر، وصحة تليق بكرامة الإنسان، وفرص حقيقية للشغل والعيش الكريم.
في نظر هؤلاء الشباب، لم يعد مقبولاً أن تبقى جهة كلميم وادنون، الغنية بمواردها وموقعها الاستراتيجي، أسيرة سوء التدبير والتجاذبات السياسية التي لا تُنتج سوى مزيد من التهميش والإحباط. إنهم يرفضون ما يصفونه بـ”اللامبالاة المؤسساتية”، ويعتبرون أن التنمية لا يمكن أن تتحقق في ظل غياب العدالة المجالية والاجتماعية.
الحراك الشبابي اليوم لا يرفع شعارات الغضب فقط، بل يحمل رؤية جديدة لمغرب آخر ممكن: مغرب يُزرع فيه الأمل بدل البؤس، مغرب يحتضن طاقات شبابه بدل أن يدفعهم نحو الهجرة أو العزوف. هؤلاء الفاعلون الجدد في المشهد العمومي يريدون إعادة تعريف السياسة من منظور القيم لا المصالح، ومن منطلق الفعل لا القول.
جيل “Z” في كلميم وادنون، وهو يهاجم التحالف الحكومي والمجالس المنتخبة، لا يفعل ذلك كرهاً في السياسة، بل دفاعاً عن معناها الحقيقي. إنهم أبناء مغرب يتوق إلى الحرية والكرامة، ويدركون أن الإصلاح لن يأتي من فوق، بل من إرادة شعبية شبابية تعيد للسياسة روحها وللوطن توازنه.
إنها صرخة جيل جديد يريد مغرباً جديداً.


