برز المغرب كنموذج رائد في مجال التنمية المستدامة على المستوى الإفريقي، خلال حدث جانبي رفيع المستوى نظم على هامش الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. الحدث، الذي أقامه نادي الصحافة السويسري وبالشراكة مع عدة منظمات إفريقية ودولية، سلط الضوء على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والنموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية كمحركين أساسيين للتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية.
وشهد اللقاء حضور شخصيات إفريقية ودولية بارزة، حيث أكد المدير التنفيذي لـ CIDH Africa، مولاي لحسن ناجي، على أهمية اعتماد نهج متكامل يراعي الإدماج الاجتماعي واحترام حقوق الإنسان لتحقيق تنمية مستدامة، مسلطًا الضوء على التحديات المستمرة مثل الفقر وضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية.
من جهته، أشار نائب رئيس ECOSOCC، الدكتور أيمن عقيل، إلى ضرورة إصلاحات هيكلية عاجلة لتحقيق “أجندة 2063″، مع التأكيد على دور المجتمع المدني في تعزيز الشفافية وحل النزاعات. كما قدمت رئيسة OSDES، كجمولة بوسيف، التجربة المغربية كنموذج ناجح، مشيرة إلى استثمارات ضخمة تجاوزت 80 مليار دولار في الأقاليم الجنوبية، مما حول المدن مثل العيون والداخلة إلى مراكز اقتصادية ولوجستية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأبرزت أكاديميات وخبراء دوليون، من بينهم ندى القلم وشارلوت باما، الدور الحيوي للمجتمع المدني في تطبيق الحق في التنمية وضمان وصول المواطنين إلى الخدمات الأساسية، مع التشديد على تعزيز مؤسسات الدولة والمسؤولية الوطنية.
وفي ختام النقاشات، دعا المشاركون الاتحاد الإفريقي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى تعزيز الحوكمة، ومكافحة الفساد، وتوسيع فرص التعليم والصحة والبنية التحتية، مع التركيز على تمكين النساء والشباب والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.
من خلال هذا الحدث، أكد المغرب مكانته كفاعل محوري في تطوير نموذج إفريقي للتنمية المستدامة قائم على الإدماج الاجتماعي، والاستثمار الاستراتيجي، والتعاون جنوب-جنوب، ليشكل مصدر إلهام لدول القارة الأخرى.