في إطار الدبلوماسية الموازية التي يتبناها المغرب لتعزيز إشعاعه العلمي والديني، وبهدف توطيد العلاقات الروحية والاجتماعية مع الدول الإسلامية الشقيقة، شاركت جمعية تبيين للعلوم والتراث والتنمية بطانطان في فعاليات موسم النمجاط الروحي السنوي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وقد حلت الجمعية ضيفًا مميزًا على هذا الملتقى الديني الكبير الذي تنظمه الطريقة القادرية الفاضلية، حيث يؤمه آلاف الأتباع والمريدين، خاصة من موريتانيا والسنغال وغامبيا، تزامنًا مع افتتاح الدورة الـ77 لهذا الحدث الروحي البارز.
وتأتي مشاركة الجمعية من خلال تنظيم معرض للكتب والمخطوطات، إلى جانب تقديم هدية قيمة تتمثل في مجموعة من الكتب العلمية للمحظرة العلمية التي دشنتها الطريقة القادرية بالمدينة.
وقد قدَّم ممثل موقع الشيخ ماء العينين شروحات مستفيضة للوفود الحاضرة حول طبيعة هذه الكتب وأصنافها وقيمتها العلمية ومؤلفيها، حيث تضم المجموعة أكثر من مئة كتاب تشمل كتبًا مطبوعة وأخرى حجرية، بالإضافة إلى نسخ من مخطوطات مختارة من مؤلفات الشيخ ماء العينين وأبنائه وحفدته، فضلاً عن إصدارات لمؤسسات معنية.
وقد لاقت هذه المبادرة استحسان وإعجاب الزائرين والأعيان الحاضرين الذين مثلوا نخبة من الشخصيات الرسمية والدينية، من بينهم وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بموريتانيا، ووالي منطقة الترارزة أحمدنا سيدي أب، ومستشارة مفوض حقوق الإنسان السيدة خديجة الشيخ ماء العينين، وسفير دولة السودان في نواكشوط، ورئيس المجلس الجهوي لجهة الترارزة، وحاكم مقاطعة المذرذرة، والمستشار المكلف بالاتصال بوزارة الشؤون الإسلامية، ومدير المحاظر، إلى جانب السلطات الإدارية والأمنية ومنتخبي المقاطعة، وجمع غفير من أتباع الطريقة القادرية في غرب إفريقيا.
واستقبل الوفد المغربي كل من الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، ورئيس جمعية الشيخ إياه الخيرية الطالبويا ولد الشيخ إياه، في جو يعكس التقدير المتبادل والروابط العميقة بين الشعبين. ولم تقتصر المشاركة على المعرض فقط، بل شملت أيضًا تقديم نسخ من كتاب “الفوائد القرآنية” للشيخ ماء العينين كهدية لعدد من كبار الشخصيات الزائرة، وكذلك للفائزين في المسابقة القرآنية التي أقيمت ضمن الفعاليات.
وتجسد هذه المشاركة نموذجًا حيًا للدور الذي تلعبه الجمعيات المغربية في تعزيز التواصل الثقافي والديني مع الدول الشقيقة، مما يعكس التزام المغرب بتقوية أواصر الأخوة والتعاون مع شعوب المنطقة، وإبراز تراثه العلمي والروحي العريق في المحافل الدولية.



