متجاهلين الحظر الإسرائيلي، أدى الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة صلاة عيد الفطر المبارك يوم الأحد 30 مارس 2025، في ظل عدوان عسكري إسرائيلي متواصل يستهدف مخيمات الشمال ويفاقم معاناة السكان.
وأقيمت الصلوات في المساجد والساحات العامة بمدن وبلدات الضفة، التي تشهد عمليات استيطان وتهجير مكثفة تهدف إلى ضمها للسيادة الإسرائيلية. في مخيم جنين، أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز على عشرات العائلات التي حاولت زيارة مقبرة المخيم لتوديع ذويها، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
هذا العدوان، الذي بدأ منذ 21 يناير الماضي في محافظتي جنين وطولكرم، تخللته عمليات قتل واعتقال وتحقيق ميداني، حولت منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية، مما دفع السلطات الفلسطينية للتحذير من مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإنهاء حل الدولتين.
في رام الله، أدى وزير الأوقاف الفلسطيني محمد نجم صلاة العيد بمسجد سردا، وأكد في تصريح صحفي أن “الفلسطيني متجذر في أرضه رغم الحرب والإبادة الإسرائيلية”، داعيًا شعبه إلى الوحدة والثبات، ومشددًا على أن “هذه الأرض لنا ولن نتركها”. وفي الخليل، أقيمت صلاة العيد في المسجد الإبراهيمي وسط إجراءات مشددة فرضتها قوات الاحتلال على الحواجز المحيطة بالبلدة القديمة، حيث يخضع المسجد منذ 1994 لتقسيم ظالم يخصص 63% منه لليهود و37% للمسلمين، ولا يُفتح بالكامل للمصلين إلا في 10 أيام سنويًا، رغم أهميته الدينية كموقع يضم أضرحة الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على غزة، التي تشهد إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر 2023 أودت بحياة وجرح أكثر من 164 ألف فلسطيني وتركت 14 ألف مفقود، بل امتد للضفة حيث قتل أكثر من 940 فلسطينيًا وأصيب نحو 7 آلاف واعتُقل 15 ألفًا و700 منذ ذلك التاريخ، وفق معطيات رسمية. في غزة، التي تحاصرها إسرائيل منذ 18 عامًا، بات 1.5 مليون من سكانها بلا مأوى، ودخل القطاع مرحلة المجاعة بسبب إغلاق المعابر، بينما يواصل الاحتلال تصعيد اعتداءاته في الضفة بدعم أمريكي. ورغم ذلك، ظل الفلسطينيون في صلاة العيد يعبرون عن صمودهم، متمسكين بأرضهم في وجه الاحتلال الذي يسعى لمحو هويتهم ووجودهم.