في مشهدٍ يُجسد قيم التضامن والرحمة، تمكن مواطن من مدينة تغجيجت من إنقاذ قطة علقت لمدة ثلاثة أيام بين أشجار نخيل واحة المنطقة، بعد عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر أثارت إعجاب السكان. الحادثة، التي تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي محلياً، سلطت الضوء على روح الإنسانية التي تتفوق على كل الحدود.
وبدأت القصة عندما لاحظ سكان المنطقة أصواتاً ضعيفة تتصاعد من أعلى إحدى أشجار النخيل العالية بالواحة، لتتبين لاحقاً وجود قطة عالقة منذ أيام دون طعام أو ماء. وبعد محاولات فاشلة من بعض المتطوعين للوصول إليها بسبب ارتفاع الشجرة وعدم توفر معدات، قرر أحد الشباب المغامرة بتسلق الشجرة يدوياً، مستخدماً حبالاً بدائية ومساعدة الأهالي الذين أمسكوا بالحبال لتأمينه.
وبعد أكثر من ساعة من المحاولات، تمكن الشاب من الوصول إلى القطة المُتعبة وإنزالها بسلام، وسط تهليل السكان الذين وصفوا الحدث بـ”المعجزة الصغيرة”. وقال أحد الشهود: “الشاب ضحى بسلامته من أجل حياة كائن ضعيف.. هذا درس في الإنسانية”. فيما نقل آخرون أن القطة نُقلت إلى عيادة بيطرية لتلقي العلاج بعد إصابتها بالجفاف والإرهاق.
تفاعل نشطاء على مواقع التواصل مع الفيديو الذي وثق عملية الإنقاذ، معتبرينه “تذكيراً بقدرة الإنسان على العطاء حتى تجاه أصغر المخلوقات”. كما طالب البعض الجهات المعنية بتوفير معدات إنقاذ للحيوانات في المناطق النائية، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي تعتمد على المبادرات الفردية.
يُذكر أن واحة تغجيجت، رغم جمالها الطبيعي، تفتقر لفرق إنقاذ متخصصة في التعامل مع حوادث الحيوانات، مما يجعل مثل هذه المبادرة الفردية مصدر إلهام للمجتمع. ولا تزال القصة تتردد في أزقة الجماعة، كرمزٍ لانتصار القيم الإنسانية في زمنٍ يحتاج إلى مثل هذه المواقف أكثر من أي وقت مضى.