على إيقاع الفضة والتراث، توشحت مدينة تيزنيت بألوان “تيفلوين” الأمازيغية، معلنة انطلاق احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة في نسختها الثالثة. هذه الاحتفالات تأتي هذا العام بحلة استثنائية، خاصة بعد القرار الملكي التاريخي الذي اعتمد رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر، مما أضفى على المهرجان بُعدًا رسميًا يليق بمكانة الأمازيغية كلغة رسمية ومكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية.
تحتضن تيزنيت خلال هذه الأيام لوحة فنية نابضة بالحياة، تختلط فيها رائحة الأرض بعبق التاريخ، وتتعانق حلي الفضة التقليدية مع أهازيج الفرح الأمازيغي الأصيل. شوارع المدينة وساحاتها تتحول إلى مسرح مفتوح للفنون والإبداع، حيث تتصاعد أصوات “أحواش” التقليدية وسط روائح الأطباق الأمازيغية العريقة، في مشهد يختزل قصة هوية ثقافية ضاربة في عمق التاريخ المغربي.
وتتألق بساتين تاركا، المتنفس الأخضر للمدينة، بفعاليات متنوعة تجمع بين الفن والتراث والثقافة. حيث تنظم جماعة تيزنيت، بشراكة مع المجلس الإقليمي، باقة من الأنشطة التي تعكس غنى الموروث الثقافي للمنطقة وتطلعاتها المستقبلية. ويشكل المهرجان منصة ثقافية متميزة تهدف إلى تعزيز الصناعة الثقافية المحلية، وتقوية جاذبية المدينة سياحيًا وتراثيًا، مع الحفاظ على خصوصيتها كمركز تاريخي لصناعة الفضة وموطن للفنون الأمازيغية الأصيلة.
بهذه الاحتفالات، تؤكد تيزنيت مرة أخرى مكانتها كحاضنة للتراث الأمازيغي، وتبرز دورها في تعزيز التنوع الثقافي المغربي، في مشهد يجسد عمق الهوية الوطنية وتلاحم مكوناتها.