في مداخلة مؤثرة، دعا الدكتور الحبيب الشوباني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ووزير سابق، إلى أهمية بناء وعي سياسي جماعي لمواجهة السردية الصهيونية الزائفة. جاء ذلك خلال لقاء فكري نظمته أكاديمية التأهيل القيادي للحزب بجهة كلميم وواد نون، قبل قليل، حيث قدم الشوباني تحليلاً عميقاً لمحتوى كتابه الجديد “المسألة اليهودية في عصر الطوفان: في بناء سردية المآزق الوجودي”.
أهمية الوعي الجماعي
شدد الشوباني على أن الوعي الجماعي هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات الراهنة، مشيراً إلى دور الفكر في تشكيل هوية المجتمعات. واعتبر أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو نتيجة لعوامل تاريخية معقدة، تتطلب فهماً عميقاً من أجل بناء سرديات مناهضة لها.
مواجهة السردية الصهيونية
استعرض الشوباني كيف أن السردية الصهيونية تعتمد على تشويه الحقائق التاريخية وتضليل الرأي العام. وأكد على أن هناك حاجة ملحة لتفكيك هذه السرديات وبناء سردية علمية تعكس الواقع الفلسطيني، بدلاً من الاعتماد على مشاعر عاطفية غير مبنية على أسس معرفية.
دور الشباب في التغيير
كما دعا الشوباني الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي والفكري، معتبراً أن لهم دوراً محورياً في بناء المستقبل. وأكد أن التعليم والقراءة النقدية هما الأداتان الأساسيتان لتحقيق هذا الهدف.
رؤية مستقبلية
اختتم الشوباني مداخلته بالتأكيد على أهمية الاستمرار في النقاشات حول القضايا الكبرى، مثل القضية الفلسطينية، مع ضرورة تعزيز الوعي الشعبي حولها. واعتبر أن العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الفاعلين في المجتمع هو الطريق نحو تحقيق العدالة والسلام.
أفكار تدعم بناء الوعي
شارك في اللقاء مجموعة من القياديين المحليين، أبرزهم عبد الهادي بوصبيع، الكاتب الإقليمي للحزب بطانطان، الذي أكد على أهمية تعزيز التأطير الفكري للشباب والمجتمع، بما يضمن مواجهة ناجحة للتحديات الوطنية والقومية. كما شدد محمد إزلي، الكاتب الإقليمي لشبيبة الحزب بسيدي إفني، على ضرورة إعادة النظر في المفاهيم الفكرية التي صيغت لتبرير المشروع الصهيوني، ودعا إلى تعزيز القراءة النقدية لهذه المفاهيم.
تعزيز الوعي الجماعي
اللقاء نفسه، تميز بتعقيب استعرض من خلاله عمر سامي الصلح، الكاتب الإقليمي للحزب بكلميم، أهمية استعادة الوعي الجماعي من خلال القراءة النقدية، معتبراً أن الكتاب يمثل إضافة قيمة إلى المكتبة الفكرية. وأكد على ضرورة تقديم سردية تاريخية تعزز من فهم الشباب للقضية الفلسطينية وتسلط الضوء على أبعادها الفكرية والدينية.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء الفكري الذي دام زهاء ثلاث ساعات تابعه عموم مناضلات ومناضلي حزب “المصباح” بجهة كلميم واد نون عبر تقنية التناظر عن بعد، وحضورياً بالمقرات الأربع للحزب بأقاليم كلميم وطانطان وسيدي إفني وآسا الزاك. وقد عكست المداخلات إجماعاً على أهمية تعزيز الوعي الشعبي حول القضية الفلسطينية، حيث أشار الجميع إلى أن العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الفاعلين هو السبيل لتحقيق العدالة والسلام ودحر السردية الصهيونية. وأكدوا على ضرورة الاستمرار في النقاشات حول هذه القضايا الكبرى، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل.