بقلم : العميد أوس رشيد مدير الجريدة الأولى صحراء نيوز
عندما سألني مسؤول ترابي عن رأي في الانتخابات الأخيرة التي شركنا فيها بقوة و بكل وطنية و رجولة ، ولازلت ديونها تلاحقنا بكل فخر لأننا لم نتحالف مع أي جهة فاسدة بخلاف النسخ المزورة المنتحلة لشهامة شباب التغيير ، كان جوابي بشكل مباشر و بدون تردد ” أرضينا بالويل، و الويل مارضا بنا”.
انهار المسؤول بالضحك من جوابي المباشر الذي كان جاهزا ، لانني لا امضغ الكلام َ، و لا أمارس النفاق السياسي و الاجتماعي، موجب لكلام، هو تطبيع المملكة المغربية مع الكيان الصهيوني، صحيح أن الدولة قدمت تنازلات غير مفهومة لا عربيا و لا دوليا و لاحتى حقوقيا، ولكن الملك أعلى سلطة في البلاد تفاهم و تفاوض مع أكبر قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية حسب ما صرحت به “شامة درشول”..
وهكذا التطبيع الذي وقع عليه رئيس الحكومة السابق بكمامته ، كان بتفاهم أمريكي – مغربي من أجل توجيه ضربة قاضية و صدمة للجزائر ، وبعد انتزاع هذا الاعتراف التاريخي من قوى عظمى بمغربية الصحراء، انتهى الموضوع، فتح مكتب اتصال، وظهر من اليوم الأول سوء نية الكيان الصهيوني، في سباق مع الزمن لاختراق المجتمع المغربي و البحث عن منافذ للتواصل مع الأقليات و إحياء الحق في الممتلكات كما يشاع في الشارع المغربي .
الكيان الصهيوني لم يقدم للمملكة أي رد للجميل، وظل يحاول ابتزاز المغرب ويقوم بخطوات و صور استفزازية للوطن و لمصالحه العليا المصيرية.
وهو الأمر الذي يتسبب في انقسام واضح في البلاد وتوجه لمكتب الاتصال الصهيوني في الرباط سلسلة من الاتهامات.
تنازلات و تضحيات المغرب السياسية القاسية مع الكيان، لم تشفع له في عدوان غزة، تنظيم الدولة الصهيوني لم يعترف بالمملكة وقوتها الاقليمية و الدولية ولم يقدم لها أي نقطة في اتجاه تقديم المساعدات الطبية للشعب الفلسطيني أو حتى الظهور في إحدى جولات التفاوض في صفقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار..
تنظيم الدولة الصهيوني الذي تحول إلى منظمة إرهابية في أعين العالم، أوقف تفاهمات اتفاقيات التطبيع منذ 7 أكتوبر 2023 ، لأنه لايريد تقديم آي نقطة لكل من طبع معه.. وهنا نتساءل عن دور و تأثير اليهود المغاربة داخل الكيان نفسه؟ هل هم مواطنين من الدرجة الثانية، و هل وصول بعض الأسماء إلى مناصب عسكرية و سياسية رفيعة، يجعل الولاء للتيار المتطرف العنصري الإرهابي التحريضي أكثر من الوطن الأصلي ؟
وهل تم الاحتفال و التهليل بمغربية اليهود المغاربة المهمشين داخل الكيان، كان فقط لتمرير اتفاق التطبيع، في أفق التطبيع مع السعودية؟!
الشعب المغربي بكل أطيافه و رجالاتها و نسائه ندد بجرائم الإبادة و التطهير العرقي للكيان الصهيوني، وطالب المنتظم الدولي بمساءلة المتورطين من الشارع و البرلمان ، و حدد حتى أسماء وعناصر إرهابية في حكومته المتطرفة؟
لتصبح اليوم إسرائيل عالة ليس على العالم و أمريكا، وأكثر من ذلك عار على دولة عربية إسلامية كبيرة و قوية مثل المغرب..
اكثر من ذالك هناك تقارير من داخل المجتمع الإسرائيلي تشير إلى الحقائق التي أصبح الكيان مؤمن بها :
1. أن إسرائيل لن تنتصر بهذه الحرب و هي تبحث عن أي نصر هامشي يستر عورتها كاغتيال قائد أو اسره، بمافي ذالك التعاون مع عناصر في المخابرات المصرية و بعض العملاء الكبار في قبائل سيناء لتنظيم عمليات ارهاب و ابادة . .
2. أن هذه الحرب هي بداية العد التنازلي لعقدة العقد الثامن .
3. أن الجنود يعيشون بالمخدرات و المهدئات لأنهم يعانون من الصدمة و الرعب و يعتقدون أن دولتهم تتخلى عنهم لتقتلهم حماس .
4. أن الذخائر في العالم قلت بشكل خطير بسبب هذه الحرب وحرب روسيا – اوكرانيا ، و من غير المتوقع ان تحصل إسرائيل على ما يكفيها من ذخائر في المرحلة القادمة خصوصا بعد مما ينذر بانهيار الجيش الصهيوني ، خصوصا بعد فرض قرار محكمة العدول الدولية إجراءات موقتة على الاحتلال الإسرائيلي ويطالبه باتخاذ خطوات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها.
5. إن معنويات القسام ومناصري الشعب الفلسطيني في العالم ، تزداد كل يوم و معنويات الإسرائيليين تنهار بشكل خطير بعد خروج وحدات النخبة منهزمة و بقاء وحدات الصف الثاني و الثالث متورطة في قتال الأشباح و نتنياهو يريد البقاء في الكرسي و تفادي محاكمته ، لذالك يريد الاستمرار في الحرب حتى لو انتهى الأمر باقتحام رجال القسام القدس و تل ابيب .
الجيش الذي لايقهر سمعته الحربية و الحقوقية و الأخلاقية و الرقمية سوداء ..
بل إن قذيفة “الياسين 105” “قاتلة الميركافا” أصبحت محط إعجاب لكل الخبراء العسكريين ..
(سميت تيمنا بمؤسس حماس أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في 2004)، هي قذيفة محمولة على الكتف مضادة للدروع تطلق من مدفع “آر بي جي”، طورتها “كتائب القسام” الذراع العسكري لحماس انطلاقا من قذيفة “تاندوم 85” الروسية.
ظهرت “الياسين 105” مرارا قبل الحرب الأخيرة، خلال العروض العسكرية التي كانت حماس تنظمها في غزة. ظهرت في الكثير من الفيديوهات التي تنشرها الفصائل الفلسطينية للاشتباكات الدائرة بينها وبين القوات الإسرائيلية في قطاع غزة .
تعتبر أبرز مواصفات “قاتلة الميركافا” أنها ذات قدرة تدميرية عالية، ويمكنها إحداث أضرار كبيرة بالمركبات المصفحة والمدرعة، كونها تملك رأس حربي مزدوج يحطم الدرع الخارجي للآلية ويخترقها ولتنفجر الحشوة التفجيرية الثانية بداخلها.
تتميز بسهولة حملها وإطلاقها من أماكن مختلفة، كونها محمولة على الكتف القذيفة من عيار 64/105 مليمتر، ووزنها الإجمالي 4.5 كلغ، وتبلغ قدرتها على الاختراق في الحديد الصلب 60 سنتم.
وإلى جانب تدمير الدبابات، عزّزت “الياسين 105” من قدرات كتائب القسام والفصائل الأخرى في قطاع غزة، كما أظهرت قدرة الفصائل على تطوير وتصنيع الأسلحة محليا. وفضلا عن هذا كله، أسهمت في رفع الروح المعنوية للفلسطينيين.
وختاما التحالف مع كيان مهزوم عسكريا متورط في جرائم الإبادة مشروع فاشل دوليا ، وبالتالي الحل في مواصلة بناء الدولة المغربية وتحصين الجبهة الداخلية و التفكير في رؤية جديدة لبناء العدالة التنموية و الاجتماعية و الاقتصادية لإرجاع الثقة لدى المواطن و تنظيم انتخابات حرة و نزيهة تنتج نخب جديدة ..
فالكيان الصهيوني انهارت كل مؤسساته و أساطيره وفشلت مخابراته حتى في حماية أسراه من قصف الجيش الذي لايقهر .